العالم يرسم له لوحة سوريالية.. مسرح روسيا التاريخيّ أدى جريمة الارهاب والعقاب في اليوم الواحد.. وجه الاميرات في بريطانيا غزاه المرض الذي يهزم التاج.. وغزة المقيمة بين موت وجوع، يقف على بابها أرفع مسؤول أممي من دون أن يتمكن من اختراق حصارها فبين حفلة وموسيقاها ضرب الإرهاب مكشوف الوجه قلب موسكو وتحوّل أكبر مجمع في العاصمة الروسية إلى كتلة من لهب وقاعة الحفلات فيه إلى مسرح لجريمة جماعية راح ضحيتها مئة وثلاثة وأربعون مدنيا بينهم أطفال إضافة إلى عشرات المصابين وهذا الارهاب الذي “تكنى” بداعش اخترق الأمن الممسوك على أرض القيصر حتى الحدود مع أوكرانيا لكنّ بلاد “الكاي جي بي” لم تنمْ على الضّيْم، فلم تكدْ ليلة روسيا السوداء تنقضي إلا والمجرمون الأربعة من بين أحد عشر شخصا كانوا قد أوقفوا واعترف أحدهم بتلقيه أوامر من جهة مجهولة وجنّدوه عبر التلغرام مقابل نصف مليون روبل لتنفيذ العملية وفي اللحظات الأولى على المجزرة، توجهتْ أصابع الاتهام إلى أوكرانيا وأسرع من نفي كييف، كان البيان المعدّ سلفا بإعلان تنظيم داعش خراسان تبنّيه العملية وبعد فكّ الخط “الداعشي” ثبت للسلطات الفدرالية الروسية أنه إعلان مزور لاختلافات واضحة عن سابقه من الإعلانات لكنّ الولايات المتحدة الأميركية وعلى لسان المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أفادت بأنها حصلت على معلومات في وقت سابق تفيد باحتمال وقوع حادث إرهابي في موسكو وقد أبلغت روسيا بذلك. وفي أول تعليق له، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه تمّ اعتقال المتورطين الأربعة وهم يحاولون مغادرة روسيا باتجاه أوكرانيا وقال: إن ما حدث في “كروكوس” هو هجوم إرهابيّ دموي وهمجي وحدد يوم غد الأحد يوم حداد وطني. وإذا كان الإرهاب لا دين له فقد ثبت أنّ له هوية وأصولا ومنشأ معروف باقي الإقامة في تل أبيب وفي الشهر السادس على حرب الإبادة ضدّ قطاع غزة تحوّل مستشفى الشّفاء إلى مجسّم مصغر عن الحروب الكبيرة التي تخوضها إسرائيل ضدّ القطاع وبكلّ الوسائل وبعد التدمير الممنهج واقتلاع الغزيين من بيوتهم وأراضيهم وسوْقهم مجموعات إلى حتفهم تكمل على من تبقّى منهم بحرب التجويع وفي مستشفى الشفاء المحاصر لليوم السادس اعترف الاحتلال بإعدام أكثر من مئة وخمسين مواطنا من بينهم أطباء رفضوا ترْك المرضى والمغادرة، بعدما دمر وأحرق الأقسام الملحقة فيه، ومنع دخول الغذاء والدواء إليه، ما دفع بالأطباء المحاصرين إلى الاعتذار من المرضى لأنّ الطواقم الطّبية اضطرت إلى شرب الأمصال بعد نفاد مياه الشرب وعلى هذا الإرهاب الذي استصدرتْ له إسرائيل بطاقة أبوة وقف الأمين العامّ للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عند معبر رفح الموصد بوجه المساعدات في محاولة منه لتعزيز الضغط الدولي لوقف إطلاق النار وقال إنّ الأطفال والنساء والرجال في غزة عالقون في كابوس لا يتوقف والجوع والمرض يقضّان مضاجع الغزيين ما دفع بوزير خارجية الاحتلال إلى اتهام الأمم المتحدة بقيادة غوتيريش بأنها أصبحت معادية لإسرائيل. والإرهاب العابر للحدود واصل اليوم جولات الاعتداءات على القرى الجنوبية ومن البر والبحر جاء إرهاب الجو ليضرب “السيستام” بأدوات التشويش مستهدفا حركة الملاحة الجوية والبحرية ما يهدد سلامة الطيران والإبحار. لبنان تقدم بشكوى ضد التشويش الإسرائيلي إلى مجلس الأمن ليضاف إلى آلاف الاعتداءات والخروقات للقرار 1701 والشكوى لمجلس الأمن “مذلّة” فكبير أصوات الامم المتحدة .. لا صوت له وقد وضعتْه إسرائيل على المقصلة بانتظار فصل رأسه عن أمانته العامة.