Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الجديد المسائية ليوم الأربعاء في 6/3/2024

آخر ايام شهر شعبان تختلط نيرانها برمضان  وتقبل  غزة على زمن المجاعة التي توثقها كل المنظمات الاممية العاملة في مجالات الغذاء . فغزة” ميتة من الجوع” بعدما  قتلتها اسرائيل بالنار والحصار واغلاق معبر رفح نافذة السكان الوحيدة على العالم . وتحاصر تل ابيب ايضا اي قرار للهدنة واتمام صفقة التبادل وتبقي على مطالب حماس قيد  المراوغة  وبعدما سدت طرق الصفقة بتفاوض القاهرة  وزعت  الولايات المتحدة مشروع قرار جديدا لمجلس الأمن الدولي يدعم وقف إطلاق النار الفوري لمدة ستة أسابيع تقريبا مع إطلاق سراح جميع الرهائن بمجرد موافقة الأطراف وفق مصدر دبلوماسي بالأمم المتحدة لشبكة CNN   .

واندفعت واشنطن الى هذا القرار بعد خلافات كالمسرحيات بينها وبين رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو إذ لا يمكن لعاقل ان يستوعب عجز اميركا والاردن ومصر عن فتح معبر كرفح او الضغط على اسرائيل حليفة هذه الدول الثلاث  لجعل الغزيين يتنفسون بالماء والدواء والطحين فكيف لنشامى الاردن واميركا ان يلجأوا الى رمي  فتات المساعدات جوا .. وهم القادرون على تغيير من الارض الى السماء . ومع انزالها المساعدات جوا  فإن واشنطن لم تتخل عن دعم اسرائيل بالسلاح  اذ طلب   بيني غانتس عضو مجلس الحرب الإسرائيلي الذي يزور العاصمة الاميركية زيادة هذه المساعدات خلال لقائه نائبة الرئيس  كامالا هاريس ومستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان وابدت هاريس موافقتها على زيادة التسلح لاسرائيل لكنها اشترطت تسهيل ادخال المساعدات الى غزة والترجمة الحرفية لهذا الموقف : أطعموهم  قبل ان تقتلوهم .

تلك هي المعاينة السياسية للادارة الاميركية التي تسير وفق تطور الصناديق الانتخابية ومدى اقتراب دونالد ترامب من هز عرش جو بايدن  لاسيما بعد فوز الرئيس السابق باربع عشرة ولاية في السباق نحو البيت الابيض وهزيمته لسيدة الكعب العالي نيكي هايلي . ومن آذار الى تشرين الثاني نوفمبر ستستمر الانتخابات التمهيدية بالتفاعل في الولايات المتحدة ليحصد العالم في العام التالي رئيسا من بين سيئين اثنين. ولا تنعكس هذه الاجواء باي قياس او تشبيه على لبنان المتلقي للصدمات.. والذي لا يأتمن على تمرير اجراء انتخابات بلدية في موعدها بعد شهرين واقصى تعاملاته الاجتماعية تتراوح بين الطحين المسرطن والرز المعفن والطوابع المفقودة .  بلد بلا طابع ..

لكنه بأطباع  سياسية مختلفة تلتصق على الكراسي .. وتبقي على كرسي الرئاسة الاولى فارغا . وهذا العناد .. أبرز الرئيس نجيب ميقاتي مثله في حواره مع الجديد، واطلق مواقف تصلح لمرحلة التحدي تحت معادلة : انتخبوا رئيسا ” حتى حل عنكن”. ولا تؤشر مواقف القوى السياسية الى ان نجيب ميقاتي سوف يحل عنهم .. اذ دخلت الرئاسة في عنق زجاجات الحرب، واختلط الترسيم البري  بالرسم التشبيهي للرئيس .