هي جلسة التقاطع التي ستدخل أصواتها ضمن اسرار الدولة وصندوقها الاسود وهي جلسة المفاجآت المنضوية على تقليص رقم جهاد ازعور الى الستين ناقص واحد.. وارتفاع اصوات سليمان فرنجية الى الخمسين زائد واحد…
ولكن أيا منهما لم يكن مؤهلا للتصفية النهائية في الدورة الثانية فكان تعطيل النصاب أسهل من “المي بالنزول”، حيث غادر القاعة نواب الثنائي والحلفاء تحت رصد الكاميرا، وقدموا اللجوء السياسي الى الصالونات القريبة.
واذا كان الطرفان قد احتفيا بزهوة النصر على الاعداء الفاشيين اللبنانيين من المواطنين.. فإن أحدا لم ينتصر في التأسيس ل”صنع في لبنان”، وهم بأنفسهم اليوم جيروا الوكالة للخارج.
فجلسة اليوم التقطت عن بعد فيدراليات نيابية، فعزلت نفسها عن روحية الدستور وميثاقه.. وتفرغت للمكائد وترقب الصوت على الصوت والتجسس على الزجاج العازل في الصندوق، ومراقبة أيادي الزملاء إن كانت ستخط جهاد ازعور او سليمان فرنجية، او تسجل موقفا من تحت أنفاق جهاد العرب لتبني جسورا اعتراضية وتحت خط الخمسين الذي تسلمه فرنجية من أوله.. وختمه ازعور من آخره، دارت لعبة التصويت التي انتهت الى خسائر في الارواح السياسية، لاسيما على جبهات معارضة ومستقلة متقدمة ومتوافقة ومتقاطعة فانتهى بها الرقم عند حاصل يصنف “بالمقبول” في علم الشهادة المتوسطة…
ولم يعرف على وجه الدقة من أقدم على اللعب بالعلامات الرئاسية، حيث الأجنحة المتكسرة لجبران رسمت علامات تعجب.
وإذ اكدت مصادر التيار بفرعه المركزي التزام النواب بالاصوات الستة عشر لأزعور.. رصد رئيس التيار يدخل الى القاعة الجانبية ليجري مع نوابه مساءلة أخضعتهم لامتحان تحت القسم..
ولكنهم أبلغوه عدم التسرب الرئاسي، باستثناء النائب الياس بوصعب وهذه مسؤولية التيار في إجراء “التدقيق النيابي” مع صفوفه، عسى ألا تكون نتائجه كالتدقيق الجنائي على أن الوقائع والاصوات تضبط هبوط اصوات اضافية لسليمان فرنجية.
وفيما اتهم الاشتراكي بالخرق ووجهت الشبهة نحو النائب راجي السعد.. اكد عضو اللقاء الديمقراطي للجديد انه التزم التصويت لازعور، وعلى تصويته شهود…
وباسيل الذي لا تزال اصابعه في تعداد مستمر للاعداد المتسربة، لم يستطع ان يضبط نوابه بالجرم النيابي المشهود.
ولكنه وضعهم تحت الشبهات من دون دليل، لاسيما انه أجلس ملائكته على يمينه ويساره في القاعة ليتجسس على سيل اقلام..
وهنا ربما استعمل احدهم معه اسلوبا ماكرا فكتب جهاد.. ليطمئن قلب جبران ثم عالجه بالعرب، مؤكدا بالإسم هذا أن التيار ملك الصفقات لكن هل سيلجأ باسيل الى تنفيذ رعبه للتيار؟
وكيف له أن يعتذر منهم إذا كانوا ابرياء؟
وما بين اصطفاف ازعور وفرنجية، نشأت كتلة الثمانية عشر نائبا.. في مكوناتها رموز من الاعتدال والوسط وكسر حدة التوتر وقد تصبح هذه الكتلة قبانا يتبعها بيض الاخرين وفي مجموع الرابع عشر من حزيران ان غدا يوم آخر .. تتقدم فيها الوساطة الفرنسية وتتحرك القاطرة القطرية وتتأهب العواقب الاميركية ويحضر التوبيخ البريطاني والذي تم التعبير عنه اليوم بخيبة الامل والاحباط من عدم تمكن مجلس النواب اللبناني من انتخاب رئيس جديد…
وفيما اقفلت المسؤولة الاميركية فيكوريا بولاند خطها بالامس مع الرئيس نبيه بري بالاطمئنان على الجلسات .. اتضح ان بري باعها العسل المسموم، فاقفل ابواب القاعة العامة .. اطفأ الانوار .. انقطع الانترنت.. ثم ضرب بمطرقة الحوار.. ومن دون شروط وقال لمن يهمه الامر : هل تجرأون؟…