IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الأربعاء في 28/6/2023

وفي العيد الكبير، ضحت القيادات السياسية بتقبل التهاني، واستعاضت عنه بفتح سجل التعازي على البلد ومؤسساته بعدما أحكمت إقفال أبواب الحارات السياسية، كل على حوار من طرف واحد وفي هدوء السياسة النسبي تقدم الخطاب الديني. واقتصر كلام أول أيام العيد على الأئمة فمفتي الجمهورية صلى صلاة الغائب في رحاب مكة على نية الرئيس ورئيس الحكومة لاحق الشياطين في الحرم المكي وهو يلتفت إلى الوراء فيما الشيطان الأكبر هنا في مسقط رأس الفراغ لبنان وفي مرحلة العبور على جسر الشغور يستقبل ويودع.

في انتظار الشوط الثاني من الجولة الفرنسية منتصف الشهر المقبل وإن قرئ المكتوب فيها من عمق الشرخ بين الأطراف السياسية اللبنانية، حيث انخفض منسوب الأمل بانتخاب رئيس، إن بالتوافق أم بالتقاطع وأمام هذا الواقع تقدم الحوار حول أزمة النظام على أزمة الرئاسة، ووضع صورة تشبيهية للصيغة اللبنانية الجديدة مع حسابات الربح والخسارة لكل فريق وعلى انسداد الأفق “لودريان راجع”، وطريق العودة لن تؤدي حكما إلى بعبدا حيث نهاية المشوار الطويل تبدأ من كلمة سر التقارب الأميركي الإيراني، وتاليا الدول الممسكة بملفات المنطقة، ودخول دول أخرى عاملا مساعدا على طريق الحل ومنها إيران إلى اللجنة الخماسية لضرب الأخماس بالأسداس وما عدا التقاء الأضداد في الخارج فإن الأمل المعقود على حل داخلي ما هو إلا سراب.

لم يعد في الميدان إلا لودريان الآتي إلى لبنان والناس راجعة من الحج وما عليه سوى المرور بمنى قرب مكة المكرمة وجمع الجمرات منها ورجم أبالسة السياسة في لبنان أسوة بحجاج بيت الله الحرام الذين رموا اليوم جمرة العقبة الكبرى وعادوا إلى المسجد الحرام في مكة لأداء طواف الوداع حول الكعبة المشرفة. ومن الانضباط ما فوق العادة لحشد الحجيج الذي بلغ رقمه القياسي هذا العام  فلتؤخذ العبرة من المملكة لاستنساخ التجربة في لبنان وضبط الحدود السياسية  وفتح ممرات آمنة للحل ورش المياه الباردة فوق الرؤوس اللبنانية الحامية.