Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الخميس في 23/12/2021

زحفا زحفا نحو المصرف شعار الطوابير التي اصطفت اليوم أمام أبواب المصارف للحصول على الدولار متسلحة بالتعميم رقم مئة وواحد وستين الذي أتاح لشريحة كبيرة من اللبنانيين استبدال رواتبهم بالليرة اللبنانية بالدولار على سعر منصة صيرفة “فقبضوا” زودة مقنعة وعلى قاعدة “قشة بتسند خابية”.

التعميم الصادر عن مصرف لبنان شكل متنفسا لكثيرين لكن يوم الحشد اصطدم بفوضى المصارف وعدم التنظيم ولم يخل من إشكالات وأمام مشهد الازدحام والتهافت أصدر المصرف المركزي ملحقا بالتعميم مدد بموجبه الاستفادة بقبض الراتب بالدولار حتى نهاية شهر كانون الثاني المقبل قابلة للتجديد.

هي خطوة وليست حلا لأن الحل في مكان آخر والمشكلة تدار بالسياسة وعلى المسافة المتبقية للاستحقاق الانتخابي بدأ التموضع وتغيير قواعد الاشتباك والعدة جاهزة من اللعب على وتر الشارع إلى الشحن الطائفي والمذهبي أما المواقف السياسية فعناوينها واضحة وغب الطلب وكل طرف يمسك ممسكا على الطرف الآخر فليشهره والمعركة جاهزة.

هو ليس يوم المسرح العالمي لكن على الأرض اللبنانية فالعرض متواصل وبدخول البلاد في مرحلة عطلة الأعياد حلقة جديدة من مسلسل كف اليد تابعها المشاهدون اليوم بدعوى رد طلب جديد ضد المحقق العدلي طارق البيطار تقدم بها محامو المدعى عليهما بتفجير المرفأ علي حسن خليل وغازي زعيتر.

وما إن انتهى البيطار من لقاء أهالي ضحايا فوج الإطفاء حتى توقفت محركاته عن العمل أسبوعين وهي المهلة التي حددها رئيس الغرفة الاولى لمحكمة التمييز بالانتداب القاضي ناجي عيد لتبليغ الفرقاء المعنيين طلب الرد. هذا يواكبه عدم استسلام القادة من اعادة إخضاع الصفقة القضائية المالية السياسية لإعادة تدوير وطرح متحور جديد لأن المعنيين بالتطيير يؤكدون أنها جمدت ولم تلغ وبعضهم من مرجعيات قضائية عليا لا ينفي أن الصفقة طرحت عليه وأنها الان على نار سياسية هادئة في انتظار ساعة الصفر.

وقد جاءت سقطة للمجلس الدستوري كأول دليل وهي لم تنزل على رئيس التيار الوطني الحر ورئيس المجلس النيابي نبيه بري بردا وسلاما فسارعا إلى الإنكار و”الكذب ملح الرجال”.

ومع شعور باسيل بالنكسة نصب رئيس التيار منصات الهجوم باتجاه حارة حريك في البترون وجاءته الفكرة مع السكرة فرفع الدوز وقال “نهار اللي بدنا نكون فيه مستقويين بغيرنا عمرنا ما نكون واللي ما بيكون معنا ومع قضيتنا عمرو ما يكون” وهو موقف استوحاه من ثنائي فيروز وزياد: “وإذا هلأ حبك غير ريتو عمرو ما يكون”.

وقعت الحرب الباردة بين التيار وحزب الله لزوم التحضير الانتخابي وخاض بري وميقاتي حربا جانبية  برصاص خلبي  وفي بعبدا يستريح العهد القوي وفريقه على رفض طرح الرئيس سعد الحريري القائم على تعليق بعض المواد الدستورية لمرة واحدة في قضية انفجار مرفأ بيروت ورفع الحصانات عن الجميع ومثولهم أمام القضاء العدلي.

وقد أعاد الحزب التقدمي الاشتراكي إحياء هذا الطرح وهو رميم لاعبا ايضا على الوتر الانتخابي  ولعبة البازل هذه لن تكتمل إلا على الرقعة الخارجية حيث كل الملفات مؤجلة إلى حين التوصل الى اتفاقين يسيران بخطين متوازيين الاتفاق النووي الإيراني والاتفاق السعودي الإيراني حيث كشف وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي التوصل إلى وثيقة مهمة في فيينا وعن تقديم مقترحات للرياض تنظر معها طهران بإيجابية لمباحثات بغداد ومتى ما وصل هذان الملفان إلى خواتيم سعيدة فربما تهب الرياح النووية سلميا على ملفات المنطقة من اليمن إلى العراق وسوريا فلبنان وما على الرسول إلا البلاغ.