Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الأحد في 23/1/2022

قرارٌ وجواب.. وعلى طبقةٍ عاليةِ الصوت القرار سيَتّخذه الرئيس سعد الحريري غداً متجهاً نحوَ العُزلةِ الانتخابية.. والجواب من لبنان إلى الدولِ العربية لفكِّ العزلةِ الخليجية في حالِ تطبيقِه بنوداً سَلّمتها الكويت إلى المسؤولين اللبنانيين واعتَمدَ وزيرُ خارجيةِ الكويت الشيخ أحمد ناصر الصُباح تسميةَ “إعادةِ بناءِ الثقة” للمبادرة التي جالَ بها اليوم على القيادات والمسؤولينَ اللبنانيين نجلُ رئيسِ وزراءِ الكويت السابق ناصر المحمد الأحمد الصُباح تحدّثَ بفائقِ الدبلوماسية، والتي ضَمّنها أفكاراً مكتوبة بدأَ المسؤولون دراستَها وأبلغَ رئيسُ الجُمهورية العماد ميشال عون الزائرَ العربي التزامَ لبنان تطبيقَ اتفاقِ الطائف، وقراراتِ الشرعيةِ الدولية، والقراراتِ العربية ذاتِ الصلة، مشيراً إلى أنّ الأفكارَ الواردة في المذكّرة ستكونَ مَوضِعَ تشاورٍ لإعلانِ الموقفِ المناسب منها وهي الأفكارُ التي ستُعيدُ للرئيس عون “موّالَ” طاولةِ الحوار للتذكيرِ بأنّ طرحَهُ المرفوض.. كان في محلِّه، وأنّ أحداً لم يَستجبْ لندائِه.

وقالت مصادرُ في دوائرَ حكوميةٍ للجديد إنّ جُزءاً من هذه المقترحات واردٌ في البيانِ الوِزاري للحكومة.. لكنّ وزيرَ الخارجية عبدالله بوحيبب سيَحمِلُ الأجوبةَ الرسمية في التاسعِ والعشرين من الجاري إلى دولةِ الكويت وسيتدبّرُ لبنان أمرَ الأجوبةِ الصَعبة من دونِ أن يَتضِحَ ما إذا كانتِ الإجابات ستمنحُه الصَفْحَ الخليجي.. أم إنّه سيتعرّضُ لمزيدٍ من القراراتِ الدولية.

وإلى تاريخِ تقديمِ أجوبةٍ على الامتحانِ الأصعب.. فإنّ الحكومةَ تَحتفي غداً بتقليعتِها بعدَ هزيمةِ حربِ القلع.. وتعودُ إلى الانعقادِ بطرحِها موازنةَ المُفلسين للشعبِ المنهوب الاحتفالُ في بعبدا.. وإطلاقُ القنابلِ السياسية المسيّلةِ للدموع سيكون في بيت الوسط وفي مؤتمرٍ صِحافي عند الرابعة عصراً سيُعلِنُ الرئيس سعد الحريري قرارَ التنحي عن خوضِ الانتخابات النيابية بعدَ مشاوراتٍ أجراها المُعلَنُ منها كانَ معَ الرئيس نبيه بري ورئيسِ الحزبِ التقدمي وليد جنبلاط. لا شكَ في أنّ الحريري سيُقدِمُ على قرارٍ ثوري وغيرِ مسبوق، بمَعزِلٍ عن أبعادِه العربية والخليجية.. وأنه بقرارِه هذا سيَترُكُ وراءَه أيتاماً في السياسة وفي طليعتِهم الرئيس نبيه بري الذي كان يَستوي على حاصلِ رئاسةِ مجلسِ النواب من زادِ أصواتِ المستقبل. فكيف سيُبرِّر الحريري خروجَه غداً وأيُ أسبابٍ موجِبة سيَستندُ إليها، متوجهاً أولاً إلى جمهورِه الذي وقفَ على أبوابِ بيتِ الوسط لليوم الثاني على التوالي؟ سيتحدّث زعيمُ المستقبل بواقعيةٍ سياسية أخرجتْه من الحكومة إرادياً بعد أيامٍ من ثورة تِشرين لقناعتِه بصوابيةِ الحَراكِ الشعبي واستقالتُه يومَذاك جاءت بعدَ سماعِ أنينِ الناس، وظَلَّ متمسكاً بالانسحابِ من الحكومة على الرَغمِ ممّا قُدِّمَ له من عسلٍ سياسي سُمّي حينَها “لبنَ العُصفور” وعندما عادَ رئيساً مكلّفاً.. تمّ وضعُه على “دولابِ التعذيب” في بعبدا.. راح وجاءَ أشهراً تخلّلتها ميثاقيةٌ وأعمدة ودراجاتٌ هوائية وشروطٌ تعجيزية للتأليف.. فحَمَلَ أمتعتَه السياسية واعتذر..

وقبلَ هذا التكليف وخلالَ حكومةٍ سبقتها، فإنّ الحريري لم يَستطعْ أن يُنفِّذَ مشروعاً واحداً من مشاريعِه وبَقِيَ “سيدر” حبراً على ورقٍ فرنسي وشروطٍ محلية وأمامَ هذه الحصيلة قد يَقِفُ الحريري غداً سائلاً كتلتَه النيابية: ماذا فعلنا.. وأيُ دورٍ سُمِحَ لنا بالقيامِ به.. ماذا فعلنا ليرتاحَ البلد؟ والجواب.. لا شيء، كصيغةٍ طِبقَ الأصل عن “ما خلّونا”..التي جاءت مطوقةً من جهاتٍ سياسيةٍ عدة أدارتْ ظهرَها لزعيمِ المستقبل، لا بل إنّ بعضَها بدأَ يُعِدُّ العُدّةَ لوارثتِه سُنياً ولمّا مُنِعَ الحريري من التقدّم في المشاريع، فقد اتَخذَ قرارَه الجريء في مغادرةِ المَنصِب من دونِ الزَعامة، في ثورةٍ زرقاء قد تُمهّدُ الطريقَ أمامَ ثورةٍ بيضاء.. وهي فرصةٌ لكلِ المعترضين والثائرين والحَراكيين، من المستقبل ضِمناً ومن خارجِه، لأنْ يَنزعوا عن الحُكمِ طبقةً جليدية عَمّرت طويلاً وحانَ وقتُ تغييرِها وليس دورُ المستقبل وزعيمِه سعد الحريري أن يُعوِّضَ يُتْمَ نبيه بري في رئاسةِ المجلس.. أو أن يَدعمَ مقاعدَ وليد جنبلاط الانتخابية.. أو أن يَرفِدَ “العايزين” في دوائرَ من البقاع إلى الشمال وإذا قرّرَ الحريري أن يَترُكَ فراغاً.. فإنّ التعبئةَ المناسبة ستكونُ في المرشحين المناسبين.. لفرضِ صورةٍ مغايرة عن كلِ “التحنّطِ السياسي” الذي حان وقتُ زوالِه.