على التقويم الأميركي، فإن الأوامر قد صدرت للقادة الميدانيين الروس بغزو أوكرانيا، على الساعة الروسية، فإن الحرب لا تزال من خلف الناضور، وانطلاقتها معلقة على شبكة اتصالات دولية، وهذا لا يعني أن القيادة الأمنية الروسية لم تتخذ الوضعية القتالية، وهي أغلقت جزءا كبيرا من المجال الجوي.
وانعكس التوتر الروسي الأميركي على مؤتمر الأمن في ميونسخ ليومه الثاني، فيما اتخذ لبنان وضعية دبلوماسية في هذا المؤتمر من خلال لقاءات أجراها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، كان أبرزها استراق السمع إلى محادثات فيينا النووية عبر لقاء وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان، بحضور المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم.
ومن ترددات ميونيخ، تهديد كرره اليوم وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس، قائلا أنه في حال طلب منا الهجوم على حزب الله سنفعل وبقوة، وسنلحق الضرر الكبير بالحزب، ولبنان سيتحمل المسؤولية. وهذا التصريح يعبر بالتحديد عن “أعلى ما في خيل الإسرائيلي” والذي هدد بأن قادة حزب الله يعرفون ويعلمون معنى ضجيج محركات طائراتنا وأزيزها.
والضجيج المذكور اعلاه لم تسمعه الماكينات الانتخابية التي انطلق بعضها بمحركات عالية في بيروت، وبينها ماكينة حزب الكتائب، المتحركة على هدير المسيرات، حيث صب رئيس حزب الكتائب سامي الجميل غضب التاريخ في حزب الله، وقال إنه يسير طيرانا فوق إسرائيل ويورطنا بويلات وويلات، ولم يذكر الجميل الخرق الاسرائيلي للسيادة اللبنانية الذي صم الاذان السياسية، وهو خرق يتكرر يوميا، واصبح للبنان آلاف الشكاوى بشأنه لدى محفظة مجلس الامن الدولي.
لكن للانتخابات ترسيمها الذي يقتضي بوضعه هدفا جاذبا للجمهور، أما في الترسيم البحري فإن الملف خرج من الدائرة التقنية الى دوائر سياسية، وكل يرسم على ليلاه. وجديد مواقفه ما اعلنه رئيس مجلس النواب نبيه بري لجريدة الاهرام، من اننا لن نسمح أن تؤخذ من بحرنا رشفة ماء، وليس واضحا في اي بئر سياسي سيصرف هذا الموقف، فالرئيس بري الذي أسمع العرب أغنية “إنت فين والحب فين” لم يعلمهم ان “للصبر حدود”، وهذه الحدود لها خطها الأولي الواقع عند النقطة 29، وللتمسك بهذا الحق لن يكون أمام لبنان سوى مخاطبة الامم المتحدة عبر رسائل مصدقة رئاسيا لتعديل المرسوم ومن دون وسطاء. اما التفاوض وإن كان غير مباشر، فهو سيؤدي بشكل غير مباشر ايضا الى الاعتراف باسرائيل كيانا على الحدود، والاقرار بالتالي أن النفط والغاز هو لها، لكن الحقيقة الابدية تقول إنها ثروة مسروقة من فلسطين وأهل فلسطين.
ومع توقع الخسارات في الثروة المائية، فإن لبنان خسر اليوم قوته الفولاذية، وان جاءت يوما على شكل كرتوني، فلبنان القوي ببطل الخرافات غراندايزر، ودع بطل فليد الذي جسده صوتا الفنان سامي كلارك، ابن ضهور الشوير المسافر إلى سبع لغات عالمية بالفن، والمحلق عاليا في جزر الكنز.