لا يزال لبنان تحت تأثير الهزات الدموية لجريمة أنصار الجنوبية، استخبارات الجيش ختمت محضر التوقيف بعد أن أتمت واجباتها العسكرية وانتزعت الاعتراف بالأحرف الأولى ليدخل الملف في مرحلة التشريح التفصيلي لدى شعبة المعلومات التي تسلمت المتهم حسين فياض، وأول الأقوال أدلى بها لرئيس الشعبة العميد خالد حمود معترفا بالجرم وروى تفاصيله ورد وقوعه الى دوافع شخصية، وبتحريض من شريك تنفيذي سوري الجنسية.
وقالت مصادر “الجديد” إن الإجهاز على الضحايا جرى ببندقية صيد بعد أن قام فياض باصطحاب الضحايا الأربع إلى العشاء الأخير ثم إلى المغارة، وهناك جرى إطلاق النار. وفيما لا يزال البحث جاريا عن السوري فإن المدة الزمنية ما بين اختفاء الأم وبناتها والعثور عليهن بعد تصفيتهن رسمت حولها علامات استفهام كثيرة لا سيما في مرحلة رفع شكوى الخطف ورفض القاضية غادة بو علوان توقيف فياض لحظة واحدة لعدم توافر الشبهة.
والأسئلة تكبر وتتوسع عن دور القضاء وتلكوئه في التوقيف ومدى استدعاء القاضية المعنية لاحقا إلى الإدلاء بأقوالها لدى التفتيش .. وما إذا كانت قد استعانت فعلا بمعونة قضائية قدمت دفوعا شكلية عن المتهم رافضة منذ الأيام الأولى للجريمة تحويل الملف الى شعبة المعلومات هذا ما سيظهره الوقت بعد انتهاء التحقيق .
وعلى وتر الوقت الصيفي، قفز لبنان ساعة إلى الأمام في إصلاح ذات البين مع الخليج. ومن منتدى الدوحة فتح رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ممرات آمنة نحو عودة العلاقات اللبنانية- الخليجية بعد قطيعة دبلوماسية عرضت حينذاك قطر لعب دور الوساطة، والعرض دخل في مرحلة التطبيق النظري بالانفتاح السعودي الكويتي على لبنان ومن منتدى الدوحة تجاوز إلى التطبيق الفعلي، ومن هناك أعلن ميقاتي أن ما جرى كان سحابة صيف ستزول مع الزيارات التي سأجريها للدول العربية.
ومع إعادة العلاقات الدبلوماسية بين لبنان ودول الخليج الى طبيعتها خصوصا مع المملكة العربية السعودية، وبعد لقائه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قال ميقاتي إن لبنان بحاجة دائمة الى الرعاية العربية وأن لا بديل له من الحضن العربي، وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح ختم ميقاتي.
مفاعيل منتدى الدوحة الدولي لم تقتصر على لبنان بل تعدتها إلى إيران حيث كشف مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن طهران والقوى العالمية قريبون جدا من التوصل الى اتفاق بخصوص إحياء اتفاق عام الفين وخمسة عشر النووي. وعلى
الموجة نفسها أعلن وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أن التوصل الى اتفاق نووي مع إيران مهم، ويجب أن تتبعه اتفاقيات أخرى بشأن الأمن الشامل بالمنطقة.
والمواقف تقاطعت وما أدلى به وزير الخارجية الإيراني حسين عبد الأمير اللهيان عن التوصل مع الأوروبيين الى مسودة اتفاق بدعم روسي- صيني تنتظر قرار أميركا، والأهم في ما كشفه عبد اللهيان أن السعودية طلبت رسميا من إيران توظيف علاقاتها باليمن لإنهاء الحرب.
وعلى ميزان الطلبات الدولية و”الخمسة زائد واحد”، كانت مدعية جبل لبنان القاضية غادة عون تختصر الحدود القضائية الرسمية بشخصها الواحد وتراسل قاضية فرنسية لتسألها التصعيد بملفات من فرنسا تخص القطاع المصرفي اللبناني. ولم تتبع عون في هذا الطلب الأطر القانونية عبر النيابة العامة التمييزية ووزارة العدل والمراسلات من دولة الى دولة.
والقاضية عون التي تظلمت اليوم الى مجلس القضاء الأعلى وأهرعت إليه طلبا للحصانة ووقف ما سمته الحملات الشعواء، وهذه الطريق القانونية لم تعترف بها المدعية العامة الاستنئافية عندما طارت بالمراسلة إلى القاضية Aude Buresi وطلبت اليها تحريك الملفات من ضفتها الفرنسية، لكون عون اصطدمت في لبنان بنتجية عمل مسرحي لم يؤمن لها الحاصل، لكونه استند الى استعراضات شعبوبية ..ويكاد ينتهي الى صفر في استرداد الأموال..
والأصفار على الشمال هي تلك التي جنتها من حملات الدهم على شركات مكتف للشحن والصيرفة. الرجل توفاه الله والأموال الموعدة أسلمت الروح.