Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الأحد في 17/4/2022

كل الصلوات الانتخابية رفعت أيديها في يوم قيامة السيد المسيح، متسولة الصوت التفضيلي على باب الله.. وفتحت حسابا لها في السماء صدقة جارية عن صندوقة أيار. المؤمنون بخطى يسوع والغافلون عن ذكر الله.. جميعا توحدوا في لائحة مشتركة تضرعت للقيامة من بين الأموات المتدافعة إلى الاستحقاق الكبير.

ولعل التدافع بصورته المهينة كان في العاصمة.. برمزيتها وعزتها حيث “راس بيروت” المرفوع على الهامات تحول في لحظة ترشيح إلى إهانة كرامات، فما إن أعلن المرشح المدعو “كينغ رولوديكس” عزمه على توزيع أربعين ألف دولار خلال إطلاق “سيرك” انتخابي بلائحة “نعم بيروت” في فندق الريفييرا.. حتى أصبح خط سير كورنيش المنارة بحلة جديدة مزنرا بسلسلة حواصل بشرية تدافعت، أملا بالتقاط الفريش دولار. وهي صورة عن مشهد يلعب فيه الدولار في سوق الانتخابات السوداء ويحرك حاجات الناس، ويستثمر في عوزها وانهيارها الاقتصادي.

وإذا كان المرشح الملك فارغ الحواصل العلوية ويتفنن في تسديد الإهانات للمحتاجين.. فإن هناك ملوكا وأمراء سياسيين يمتهنون الأسلوب نفسه بشراء الصوت المسبق الدفع، لكن على علو زعامتي مرتفع.. وكله يجاري بعضه فما الذي ستحمله الأيام الفاصلة عن أيار.. وأي رقم سوف يستقر عليه سعر الصوت التفضيلي؟.. لا أحد يتوقع في المعركة المفتوحة على كل “المصريات”.

وعلى خطوط فقر وعوز ورجاء قيامة بعد الصلب.. كانت بكركي توجه عظة الفصح إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وبحضوره.. والذي اتضح بعد الكشف الحسي أنه يعاني مثلنا.. وإذا أمعنا في التدقيق الرئاسي قد نكتشف أيضا أن رئيس البلاد تقدم بطلب تعبئة استمارة البطاقة التمويلية.

وفي حضرة الفخامة، خاطب البطريرك الراعي الرئيس ميشال عون، ورأى أن من حق اللبنانيين أن ينتقلوا إلى عهد القيامة، وقد طالت جلجلتهم القسرية، وقلوبهم تعتصر حزنا إذ يلمسون عجز السلطة عن معالجة أوجاعهم وجروحاتهم وماسيهم.. فاللبنانيون بأكثريتهم يرزحون تحت عبء الفقر والعوز وفقدان الطبابة والدواء والضمانات الاجتماعية وفرص العمل، وترنح الدولة وتعثر الوحدة وتفاقم الانهيار.

وفي عبارة سماوية تطبق على أرض بعبدا، طرح الراعي السؤال الأكثر إحراجا للرئيس: متى يدحرج لنا الحجر عن باب القبر.. فمن حق اللبنانيين أن ينتقلوا إلى عهد القيامة.

لكن عون كان قد أدلى بما لديه في باحة بكركي، وقال: “إننا نعيش مأساة صعبة تراكمت فيها المشاكل، أعيشها أنا كما تعيشونها أنتم، وما أصابكم أصابني أيضا”. وطمأن عون اللبنانيين إلى أن الانتخابات النيابية ستحصل وأن كل التحضيرات جاهزة لذلك، إلا إذا حصل شيء لا سمح الله. وعن التشكيلات القضائية المتعلقة برؤساء محاكم التمييز وبيان وزير المال أمس الذي تحدث عن “خطأ أساسي” قال عون: “ليس هناك من خطأ أساسي بل هناك عرقلة، ويجب أن تعلموا من يعرقل، فليتوقفوا عن الكذب عليكم”.

ورد عون على أهالي شهداء المرفأ بالقول إن “عليهم أن يتوجهوا إلى معرقلي القضاء، وجميعكم تعلمون من هو المعرقل، فمن أوقف مجلس الوزراء”؟ وأعاد رئيس الجمهورية بمواقفه تلك إشعال حطب الخلافات مع الثنائي الشيعي.. وهو الذي يتحالف معه في الانتخابات النيابية صيف وشتاء تحت صندوق انتخابي واحد، لحصد المواقف التي تستند إلى خابية تفضيلية.

أما رئيس التيار جبران باسيل فقد أسند الى نفسه مهمة ترجمة مواقف بكركي على هواه ومزاجه الانتخابي، واشتغل فيلسفوفا دينيا في يوم أحد الفصح، معتبرا أن “الذين لا يريدون أن يتدحرج الحجر هم كثر من اللبنانيين، ومن الذين سلموا المسيح من أبناء جنسه وبثلاثين من الفضة”.