Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الأحد في 28/11/2021

بينما كان لبنان ينتظر فك رموز صور الأقمار الصناعية الروسية، بات اليوم منهمكا بتحليل صور الأقمار الطبية لانتخابات نقابة أطباء الأسنان. فهناك وقعت أم المعارك، وانتهت الى فوضى وتدافع وتكسير صناديق، ثم إلغاء العملية الانتخابية. لكن الأكثر تعقيدا هو فرز الأحزاب المتسببة بالإشكال والوصول الى قرار اتهامي يدين الفاعلين، إذ إن الفوضى انسحبت على الجناة أنفسهم، بحيث تحولت باحة الاقتراع الى أضراس بلا عقل، وتم سحب العصب السياسي والحزبي، ولم تنته المعركة “بقبع” الأسنان من الفكين حزبيا ومدنيا.

هي حرب  تركيب “الوجبة” السياسية على كل انتخابات نقابية، والإصرار على خوض صراع من داخل العرين النقابي. وخلال نهار طويل من الاقتراع، أعطت المعركة صورة محدثة عن لبنان وانتخاباته وصناديقه ولجوئه الى الفوضى المدمرة عند الفرز. وإذا كانت حرب الأطباء الأولى قد خلصت الى “صرير أسنان”، فإن اتهاماتها جاءت معادلة للاتهامات السياسية، وتحديدا بعدما كشف رئيس حزب الكتائب سامي الجميل عن عناصر مسلحة من “حزب الله” اعتدوا على موظفي الفرز وحطموا الصناديق، في مشهد لا يبشر خيرا للانتخابات النيابية المقبلة.

لكن الكتائب لم يورد أن مرشحته الدكتورة إيميلي حايك، كانت أول من طالب بوقف علمية الفرز بعد استشعارها بأمر مريب، ما تسبب بوقوع أولى الاشكالات ورمي الصناديق وتطيير أوراقها، علما أن الصناديق الخمسة التي كانت قد فرزت أعطت مرشح نقابة “الأطباء ينتفضون” رونالد يونس، تقدما في الأصوات.

وبالفوضى لم يقصر أحد، من ثنائي “أمل” و”حزب الله”، الى ثلاثي حزبيون، وعناصر غير أطباء، وفوضويون، دخلوا المعركة التي لم يكن الكتائب فيها جمعية خيرية، والنتيجة أن الأحزاب هزمت الانتخابات التي كان يتقدم فيها مرشح التغيير، وأحيلت نقابة أطباء الأسنان الى “كسر العضم”.

وفي نقابة الصيدلة تنافست أربع لوائح خلصت الى تنافس على موقع النقيب، بين كل من فرج سعادة عن لائحة “الصيادلة ينتفضون”، وجو سلوم عن لائحة “نقابتي سندي”. وعلمت الجديد أن توافقا حزبيا عابرا للانقسامات السياسة، جرى على اسم المرشح سلوم، وبذلك كان اللبنانيون اليوم على موعد مع فك الألغاز بين مرشح حزبي وآخر مقنع وثالث مموه، وكله تجنبا لمنح قوى التغيير مكسب النصر.

لكن الحالة الفوضوية برمتها جاءت “بروفا” عن انتخابات نيابية مهددة بالتكسير والالغاء، ما دفع بالبطريرك الراعي الى إطلاق صرخة جديدة متسائلا: “بأي حق يمنع مجلس الوزراء من الانعقاد؟، هل ينتظر المعطلون مزيدا من الانهيار ومن سقوط الليرة ومن الجوع والفقر وهجرة الشباب؟”. وأكد أنه “لا يجوز لمجلس الوزراء أن يبقى رهينة ذلك او ذاك”. لكن المجلس هو فعلا رهينة وحبيس الصراعات والشروط وتحديدا من الثنائي الشيعي، ولم تعد علامات الاستفهام والتساؤل لتجدي نفعا او لتعلم في الجلد السياسي.

والفراغ المحلي يأتي على نقيض التعبئة الدولية لبدء مفاوضات فيينا غدا، حيث أجمعت مواقف الخمسة زائدا واحدا وأميركا وإيران، على مرحلة بناءة يتفهمها دول الخليح، وظلت إسرائيل وحدها خارج ما سمي بالصفقة، فأوفدت وزير خارجيتها الى جولة أوروبية لتعميم الحداد، فيما قرأ رئيس وزرائها نفتالي بينت على حكومته أوراق النعوة إيذانا بعصر نووي جديد، تتحلل فيه إيران من قيودها.