استعارت بيروت لقب لندن ليوم واحد.. فكانت مدينة الضباب في النهار حجبت الرؤية وعتمة شاملة ليلا بوعد ظلمة آتية أعظم وأظلم، ففي ظاهرة طبيعية لم يشهدها لبنان منذ عشرة أعوام لف الضباب مدينة الاضطراب وغطى معها الساحل اللبناني فتوقفت حركة هبوط الطيران.
لكن حركة الاقلاع في الفساد والمحسوبيات لم تتأثر بأية عوامل طبيعية ولم تغط على جمعيات نالت جوائز ترضية في سباق الأمتار القليلة الفاصلة عن الانتخابات النيابية والعاصفة الضبابية الآتية من البحر الأحمر إلى البحر الأبيض المتوسط تلبدت سحبها شمالا فارتفعت حدة السجالات الانتخابية من جرود معراب إلى الساحل الطرابلسي. ففي إفطار أقامه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على شرف عدد من السفراء العرب وفي مقدمهم سفراء السعودية والكويت وسلطنة عمان أعلن جعجع أن صيامه القسري طال كثيرا ويأمل فطرا سعيدا في الخامس عشر من أيار على لبنان جديد. وأرفق معركة الأمعاء السياسية الخاوية برفع منسوب الهجوم على سلاح حزب الله.
أما الرد على جعجع فجاء من أهالي الدفتردار في مهرجان حاشد تحدث فيه رئيس تيار الكرامة فيصل كرامي الذي قال لمن يريد نقل مرجعية طرابلس إلى معراب “فشرتم” وتوجه الى من يريد محاربة حزب الله بالقول: “هو في الجنوب وليس في طرابلس” وإن أردتموها معركة فأهلا وسهلا بالمعركة وسنسقطك في طرابلس. سهام كرامي أصابت صميم معراب بالثلاثة وقال إن رشيد كرامي تم اغتياله ثلاث مرات مرة غدرا ومرة عند العفو عن قاتله واليوم بترشيح ممثل عن قاتله في مدينة الفيحاء.
ورياح الشمال نفسها هبت اليوم على بشري ومن عقر دار القوات أطلق ائتلاف شمالنا حملته الانتخابية فيما الشمال في أعلى سلم الاحتدام والمنافسة .. كانت الكتائب تسن سيوف الاقاليم ويعلن رئيس حزبها سامي الجميل ان حزب الله لم يتسلم الدولة بالصدفة والموازنات المدمرة صوت عليها نواب وبالإجماع ومع بدء العد العكسي لاستحقاق أيار نضحت الساحة السياسية الداخلية بما فيها وشعلة النور التي تصل الى بيروت مساء آتية من الأراضي المحتلة ستلعن عتمتنا فيما السبت المقدس فاض في فلسطين ونالت كنيسة القيامة ما ناله المسجد الأقصى في الجمعة العظيمة إذ تحولت البلدة القديمة في القدس إلى ثكنة عسكرية و قامت شرطة الاحتلال وجيشه بانتهاك حرمة المصلين الوافدين إلى كنيسة القيامة والاعتداء عليهم وفرضت قيودا صارمة على الحجاج المسيحيين الأمر الذي وضعته شبكة المنظمات الفلسطينية الأميركية في الولايات المتحدة في إطار التحريض وتضييق الخناق عليهم لدفعهم الى الهجرة ودانت الشبكة سياسة الكيل بمكيالين واتباع موقف الحياد الزائف بين إدانة الولايات المتحدة الحرب على أوكرانيا ودعمها للاحتلال في فلسطين أما ضربة الجزاء التي تلقاها الاحتلال فجاءت من “بيل فينس” رئيس أحد الأندية الرياضية الإنكليزية الذي رفع علم فلسطين في مباراة رسمية رفضا لحصار شعبها من كل الجهات وقال فينس إن لفلسطين عناصر الصراع نفسها في أوكرانيا مطالبا واشنطن بوقف مليارات الدعم لإسرائيل.