IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم السبت في 30/4/2022

كادت قبر شمون ان تمر من عكار  باصرار رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل على زيارة القضاء المنسي من دولته .. اغلاق طرق وقطع بعضها احتجاجا على الزيارة وتحولت بعض الشوارع الى ثكنات عسكرية بعد تدخل الجيش لمنع تطور الاحتجاج الى ما هو أسوأ .

هي رحبة العكارية لكن باسيل كان زائرا غير مرحب به لاسيما وان وصوله جاء على وقع الصدامات والدروع والقنابل المسيلة للدموع. وعلى الرغم من اضطراب المشهد شعبيا وامنيا فقد شق باسيل طريقه الى عكار وخطب بالجماهير كمن تلقى هدية انتخابية من دون تكلفة وظهر الى الرأي العام وابناء عكار على صورة المرجوم بالحجارة ظلما وعدوانا وهو في صمته الانتخابي يشكر القاصي والداني على هذه النعمة التي يمكن استثمارها ووضعها بالخدمة.

وببراءة الواصلين للتو تساءل باسيل: هل من المقبول في زمن الانتخابات ان تحدث مشكلة كلما اردنا ان نزور منطقة؟ وهذا السؤال مطروح على الحكومة برئيسها ووزرائها وعلى رأسهم وزيري الداخلية والدفاع. ؟ وقال نحن وصلنا الى هنا بفضل المواكبة  لكن ماذا عن المواطنين العزل كيف يصلون اذا كان هناك قطع طرقات وضرب بالحجارة واذا كان السلاح منتشرا على الطرق؟ ومستخدما شعار خصمه القواتي “نحنا بدنا”. قال رئيس التيار: بدنا النازحين يرجعوا عَ سوريا وبأفضل العلاقات مع سوريا التي ستبقى جارتنا مهما تغيرت سياسات وانظمة.

وهذا الخطاب يمر في زمن سياسي متفجر في ازمة النازحين حيث انتفض وزراء من حكومة نجيب ميقاتي على التعامل الاوروبي في هذا الملف وهدد بعضهم بمراكب الهجرة التي تنطلق من لبنان الى اوروبا ما لم تتم المساعدة المالية او تسيير خط العودة الى سوريا

وترجّل وزير الشؤون هيكتور حجار عن صهوة صمته مهددا القارة المنهكة بازمة اوكرانبا بان الدولة اللبنانية لم تعد قادرة على مراقبة البحر وضبط قوارب الهجرة وهو ابلغ هذه الرسالة مباشرة  الى ممثل مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان أياكي إيتو في اجتماع عقده معه السبت وقد لا تفهم اوروبا الا بهذه اللغة لكن ماذا عن منجزات الحكومة اللبنانية في ملف النازحين ؟وماذا فعلت منذ ان اصبحت مدن سورية عدة آمنة وسالكة؟ لا شيء سوى زيارات الود لوزراء منفردين  يذهبون الى دمشق  يأخذون الصورة التذكارية يتبضعون من سوق الحميدية ثم يعودون الى بيروت وكأن نزوحا لم يكن .

وملف بحجم شعبين في بلد واحد سيحتاج الى تنسيق من اعلى الهرم وبين حكومتين وببرنامج عودة نزوح واضح وجدول زمني محدد على غرار ما فعله الامن العام اللبناني سابقا. فتركيا التي يعادي اردوغانها اسد سوريا شرعت بلجنة وزارية مشتركة ستعيد بموجبها مليون ونصف مليون نازح والاردن ينسق على مستوى دولتين وكذلك العراق، اما لبنان فيروق له استخدام العداء للنظام السوري شعارا سياسيا وانتخابيا. ويستعمل هذا العداء لضرب نفسه وشعبه قبل ايقاع الضرر بالحكم السوري .ولن يكون هناك حل لهذه الازمة سوى برفع مستوى التفاوض وايجاد الحل المشترك مع دمشق والطلب اليها تحديد اليات وسبل العودة الآمنة للنازحين. اما المزايدة ورفع التحدي والاستثمار في ملف ضاغط اقتصاديا فلم يعد له من اسواق تشتري.