Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم السبت في 7/5/2022

طلائع الصناديق العربية والفارسية وصلت الى بيروت، لتصبح من الودائع الانتخابية في مصرف لبنان حتى الخامس عشر من أيار. وأصوات المغتربين أصبحت مجالسها بالأمانات وترقد إلى جوار المغفور لهم أموال المودعين. لكن استعادة الأصوات الخارجية ستجري فور بدء عملية الفرز مع عملية الاقتراع المركزية، وبدءا من الغد ستنضم إليها أصوات المغتربين في كل من الدول الغربية والإمارات العربية المتحدة. وبدت السفارات اللبنانية في الخارج على جاهزية تامة لإتمام المرحلة الثانية من اقتراع الخارج، التي بينت قبل الفرز ومن خلال آراء الناخبين، أن المزاج العام للبنانيين المهاجرين كان يصب في مصلحة التغيير وإزالة أسباب الهجرة التي اضطروا إليها على خلاف إراداتهم.

وإذا ما نزلت اراء ناخبي الخارج في الصندوق طالبة التغيير ورافضة الطبقة الفاسدة، فإن ما يربو على مئتي ألف صوت اغترابي سيبدلون معادلة الداخل ويقلبون حواصل صناديقها في غير دائرة. هم اغتربوا هربا من جحيم الوطن والمسؤولين عن إدارته صوب الانهيار، غير أن أصواتهم اليوم ستصوب البوصلة. اختنقوا في لبنان لكنهم اليوم يمدون هذا البلد بثاني أوكسيد التغيير وبنفس يمنح لبنانيي الحصار بعض الأمل في إصلاح ما أفسده دهر السياسيين. وإذا كان لبنان قد أخفق لليوم في استعادة الأموال المهربة، فإن العزاء سيكون في استعادة الأصوات الهاربة، وفي إحداث خروق في الصناديق المحلية المعلبة.

ثمان وأربعون دولة من الانتشار سيبدأ بعضها التصويت من الفجر وسط ظاهرة من التنظيم عالي الدقة في السفارات اللبنانية في الخارج وتحضيرات لم تترك خلفها ثغرات في انتظار الاقتراع وشوائبه غدا، وفي أصوات المغتربين من السياسيين فإن الرئيس سعد الحريري تمسك بصمته المزمن وظل خارج العازل وسط محاولة لعزله سنيا ودعم البدائل من الطائفة الكريمة وقد نفت معلومات الجديد كل ما روج منذ الأمس عن عودة للحريري قريبة إلى بيروت لإنهاء المقاطعة. ويتمسك الحريري باعتزاله المرحلي إلى أجل غير مسمى فيما يقدم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي هذا المساء على خطوة الابتعاد الطوعي لكن إلى أين؟ ليس إلى نيويورك أو الى هونغ كونغ كبديل من هانوي بل ربما الى صومعته في المختارة تمهيدا لاسدال العباءة مرة جديدة على كتف تيمور جنبلاط.