IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الأحد في 12/12/2021

“عم بيشيعوا واحد.. راح تلاتة”.. تلك العبارة الشهيرة من فيلم أميركي طويل لزياد الرحباني مرت اليوم من مخيم برج الشمالي صور.. لكن بتعديل الرقم الذي ارتفع إلى أربعة فيما نجا نائب حزب الله حسن عز الدين من الرصاص أثناء مشاركته في مراسم التشييع وبعدما تردد أن الإشكال وقع بداية بين حركتي حماس وفتح في المخيم والاتهام المباشر الذي وجهته حماس.. أفيد لاحقا بأن مجهولين أطلقوا النار على مقربة من الجبانة حيث كان يجري الاستعداد لتشييع المهندس حمزة إبراهيم شاهين، وأن فتح سلمت المتهم إلى الجيش.

وفي المخيم الكبير للاجئين اللبنانيين فإن إطلاق الرصاص السياسي لا يشهد على تهدئة.. وبموجبه فإن منع التجول الحكومي ظلّ ساري المفعول، والتعطيل سيد الأحكام، والبطاقة التمويلية لا تزال بلا تمويل أما الإصلاحات.. فلا داعي للهلع حيالها لأن المسؤولين اللبنانيين سيأخذون قسطا مستجدا ومتحورا من سلالة “البهدلة” التي سيتكفل بها الموفد الفرنسي بيار دوكان في زيارته إلى بيروت غدا يجول دوكان على خطوط الفراغ حيث مجلس الوزراء في إجازة إلى العام المقبل.

وبين كل هذه الفراغات تغرق البلاد بين أمواج الميثاقية وهجرة الأدمغة ليبقى الحكم في لبنان بلا دماغ وربما الإشارة الأبرز لمرحلة فقدان الذاكرة وعوارض ارتجاج الدماغ السياسي وثقها نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي، فقبل أيام أرسل رئيس الجمهورية عون كتابا إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء يتمنى فيه تزويده بمحاضر الاجتماعات مع وفد الصندوق منذ تاريخ بدء المفاوضات وحتى الآن، مستندا إلى المادة الثانية والخمسين من الدستور.

الرد من سعادة الشامي رئيس لجنة التفاوض مع صندوق النقد جاء عبر شاشة OTV ضمانة أن يصل الكلام من المنتج إلى المستهلك مباشرة فهو أعلن أنه التقى الرئيس عون مرتين اثنتين وإذا كان هناك من سوء تفاهم فأنا مستعد للمعالجة سريعا ولزيارته كل أسبوع مرة لإطلاعه على التفاصيل وفي حصيلة هذا الرد.. أن رئيس الجمهورية يشتكي عدم إطلاعه على التفاوض.. والرئيس المفاوض يؤكد أنه زاره مرتين.. فمن عليه هنا أن يعيد “إنعاش الذاكرة ” قبل أن يلجأ إلى أحكام الدستور؟ وفي أي حال فإن الدستور أيضا في إجازة بكامل موادّه وأحكامه يتولاها السياسيون كل بحسب مندرجاته.. فالثنائي يختصّ بتعطيل القضاء والحكومة ويرهن المسارين معا.

ويتوسع حزب الله في معاركه الداخلية التي لم تعد محصورة بعزل القاضي طارق البيطار، بل امتدت إلى قبع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وتوجيه الإسناد الناري على السفارة الأميركية وعلى الرغم من ذلك فإن الحزب مع تفعيل عمل الحكومة ويشدد على إجراء الانتخابات النيابية في موعدها كيف ستنجح الحكومة وهي ركام.. وممنوع انعقادها؟ هذا سرّ من أسرار الدولة وفي انتقاده لنهج الحزب داخليا وخارجيا قال رئيس الحزب التقدمي وليد جنبلاط اليوم الكلام الذي تريد أن تسمعه السعودية وعلى صفحات سعودية، فرأى أن إيران من خلال حزب الله وحلفائها في الداخل، أخذوا لبنان إلى غير موقعه الطبيعي أما الموقف اللافت فحمله تصريح اللواء عباس ابراهيم لصحيفة الشرق القطرية قائلا: “لا أعتقد أن حزب الله في الداخل هو المعضلة.. إن دور الحزب في الإقليم والمنطقة هو الذي يرتد سلبا على الواقع اللبناني.

وبلغت قمة التصعيد في المواقف مع رد رئيس حزب الكتائب سامي الجميل على نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، متهما الحزب بأنه أصبح حالة تقسيمية وعليه أن يبحث عن  “حلّ آخر” هي مرحلة “تحميل” مواقف.. وكل في اتجاه لكن تصريحات دول الخليج والتي تطلب من الدولة اللبنانية حصر السلاح في يدها وايجاد حل لسلاح حزب الله، فإنها بذلك قد تساعد على الحل بنفسها.. لكون هذه الدولة على صداقات واحلاف مع اميركا واسرائيل.. فاذهبوا وفاتحوهم بالمشكلة، وافرضوا انسحابا اسرائيليا من الارض اللبنانية التي تحتلها اسرائيل ولينزع الخط الازرق الذي استمر اكثر من عشرين عاما.. وعودوا الى الحدود الموثقة بتوقيع فرنسي بريطاني على زمن الانتداب فسلاح المقاومة هو من حرر الاراضي المحتلة عام الفين .. وإذا أردتم نزعه.. إنزعوا الاسباب اولا.. عندها تزول  المشكلة ويطرح السلاح على طاولة التفاوض اما غير ذلك فإن الاعتداءات الاسرائيلية مستمرة على لبنان وخروقها تسجل يوميا.. ولا من يعترض على انتهاك السيادة.