في أعقاب يوم النكسة الدستورية قرر تيار العهد خوض حرب الاستنزاف والعبور وسلك خطين: الأول عبر مجلس النواب والثاني بالهجوم من خلال مجلس الدفاع.
وعلى منصة التعبئة العامة في بعبدا كان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أول المعبئين سياسيا متوجها إلى الحكومة المعطلة ” بإنهاء “يدعوها للعودة الى اجتماعات مجلس الوزراء معتبرا أن المقاطعة فعل إرادة من أعضاء في المجلس وهذا غير مقبول ومن غير الجائز تجاهله مطلقا . . فما يحصل عمل إرادي وأنا لست ملزما التوقيع وحدي على أي قرار في ظل حكومة مكتملة الأوصاف الدستورية لكن ” كامل الاوصاف ” نجيب ميقاتي رد بالتمني وأعرب عن خشيته من التصدع وزيادة الشرخ في حال تمت الدعوة إلى انعقاد مجلس الوزراء عند هذا الحد اكتفى المعبأون باتخاذ قرارات لإحاطة تدابير كورونا في الأعياد .. وناب مجلس الدفاع عن حكومة مجتمعة .. فيما لجأ التيار إلى الخطة “باء” ورفع أمره الى المفتي التشريعي نبيه بري طالبا مساءلة الحكومة عن أسباب التعطيل إذ وقع عشرة نواب برتقاليين على طلب “سلخ ” الحكومة المتجمدة وسؤالها عن تعطيل عمل الإدارات العامة والمؤسسات وانعكس سلبا على سير المرفق العام لكن الجلسة النيابية باستجواباتها وأسئلتها إلى الحكومة لن تصل إلى أكثر من عرض إعلامي على الشاشات لأن القرار السياسي لن يؤدي إلى طرح الثقة بوزير واحد .. وستنتهي الرواية على تصديق المحضر وختم الطلب بالشمع الأحمر.
هي ضربة مقضي عليها نيابيا .. وبعدها لن يكون أمام التيار سوى خيار التصعيد وعالمكشوف وهو ما يعتزم رئيسه جبران باسيل القيام به في الثاني من الشهر المقبل .. وإذا قرر رفع السقف وضمنا عن حزب الله يكون قد تعرى سياسيا وأصبح تيارا معزولا لا حليف له كما توقع اليوم الشيخ صادق النابلسي المقرب إلى الحزب .
وعلى الرغم من إعلان أكثر من طرف مؤسس بطلان الصفقة السياسية القضائية و”الجميع بريء من دم هذا الصديق” فإن الصفقة المغفور لها سقطت بضربة من المعلم نجيب ميقاتي ..وسجل رئيس الحكومة في خانته السياسية أنه ألغى اتفاقا كان سيؤمن التعيينات في المواقع المسيحية الأولى لجبران باسيل ..وسيعيد إنتاج نبيه بري السابع ويطيح مناصب قضائية ومالية من الصف الأول ..وتصبح الانتخابات النيابية في علم الله
استشعر ميقاتي عقوبات قادمة على مجمل أداء هذه الأعمال السيئة .. فقلب الطاولة على الجميع وأحبط عملية انغماسية رعاها حزب الله وأسفرت هذه العملية عن سقوط ضحايا في مقدمهم: المجلس الدستوري الذي صفي دمه على اللاقرار .. أما التعيينات فقد نجت بأعجوبة وأرجىء أمرها الى ما بعد انتهاء ولاية العهد وإلى ذلك الحين: لا استقالة لحكومة ميقاتي .. استمرار التعطيل على محور الثنائي .. رئيس المجلس قلق على المطرقة .. و دول خارجية تحضر لعقوبات وعصي تأنيبية ولا قرار المجلس الدستوري .. هو لا قرار معمم على كل البلد .
لكن قرارا وحيدا جرى إمراره اليوم على رغم غفوة الدولة وأفادت معلومات الجديد بأن اجتماعا انعقد في قصر بعبدا دام ساعة كاملة وانتهى الى ترقية المقدم سوزان الحج حبيش في قوى الأمن،
وعلم ايضا أن رئيس الجمهورية ربط مصير ترقية ضباط في قوى الامن بترقية سوزان الحج بعد أن نام ملفها في جاوروه اكثر من سنتين .
هو الاصلاح والتغيير في آخر ايامه .. واسوأ بدعه بحيث نالت سوزان ترقية على ابداعها في ” تركيب الملفات ” .