رياح الجنوب هبت على الشمال ولفح تشرين العلاقات اللبنانية السورية بتيار ساخن أعاد الحرارة إلى خطوط التواصل بين القصرين فكان هاتف بين الرئيسين اللبناني ميشال عون والسوري بشار الأسد تناول ملف ترسيم الحدود البحرية المشتركة بين لبنان وسوريا وأبلغ عون الأسد أن لبنان حريص على بدء مفاوضات مع سوريا لترسيم حدوده البحرية الشمالية وأفادت معلومات الجديد أن وفدا لبنانيا سيزور دمشق الأسبوع المقبل لا يتزعمه احد حتى ولو رفع الاوسمة المذهبة ونياشين العالم الاصطناعية. ويضم الوفد في صفوفه كلا من نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب، مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم، ووزيري الخارجية عبدالله بوحبيب والأشغال والنقل علي حمية بوصف وزارته وفق القوانين هي ام الصبي والجهة المعنية بالحدود البحرية للمياه الاقتصادية الخالصة. على أن يستقبل لبنان وفدا قبرصيا لمتابعة ملف الترسيم نهاية الأسبوع المقبل بعد تحديد الموعد بشكل رسمي في وقت قريب وما بين الزيارتين سيجري توقيع ورقة الاتفاق مع العدو الإسرائيلي في الناقورة ليتم إيداعها لدى الأمم المتحدة وتسليمها للولايات المتحدة الأميركية.
وفي اسبوع الترسيم الثلاثي من قبرص الى اسرائيل فسوريا فان ملف مزارع شبعا لا يندرج ضمن التفاوض لان الارض هناك لبنانية صكا عن صك وللمشككين من اللبنانيين اولا والذين لا يلتزمون حدودهم ولا يقرأون التاريخ فان الوثائق التي تؤكد لبنانية المزارع كثيرة، وأبرزها تلك التي يملكها أصحاب المزارع اللبنانيين انفسهم واخرى سبق وأن جمعتها “هيئة أبناء العرقوب”. وترسيم الحدود بين لبنان وسورية، وخاصة في منطقة المزارع قد تم بعد إعلان دولة لبنان الكبير عام 1920، وبموجب اتفاقية بوليه- نيوكومب، عام 1923 وجرى تحديد وترسيم، الحدود من الناقورة إلى شمال بلدة بانياس، وذلك بإشراف المندوبين الفرنسي والبريطاني.
ومن جرود عرسال إلى رأس الناقورة وصولا إلى الساحل السوري مرورا بالجار القبرصي هي خريطة طريق أحداث الأسبوع المقبل ومعها دخلت البلاد المرحلة الأخيرة في ترسيم آخر نقاط نهاية العهد. فالواحد والثلاثون من الشهر الجاري هو المكمل لنهاية العهد على أن تثبت رؤية هلال الخروج من عنق جهنم بعين الدستور المجردة مع انتهاء مدة صلاحية العهد وانتقال رئيس الجمهورية ميشال عون رئيسا سابقا من قصر بعبدا إلى جنرال ليس لديه من يكاتبه في الرابية.
وعلى مسافة الأيام المتبقية من حكم المتصرفية العونية لم يفتح عون خزائن جمهورية المراسيم العالقة على التواقيع بل استخرج من جوارير القصر ما تبقى من أوسمة الأرز الوطني من رتبة ضابط أكبر وعلق منها واحدا على صدر نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب تقديرا لسيرته الذاتية في النيابة والوزارة وللدور الفعال الذي قام به في مسار المفاوضات الاخيرة لترسيم الحدود البحرية الجنوبية اما من صنعوا الاتفاق فعليا ووراء الكواليس فان صدورهم لم تعد تتسع الاوسمة.
وإلى الحراك مثلث الأضلاع فإن أجراس العودة قرعت من جرود عرسال إلى باقي مخيمات النازحين السوريين لكن الكوليرا باقية بعد أن أفلت وباؤها من بلد المنشأ السوري إلى أرض الانتشار اللبنانية. طلائع الكوليرا لم تصل العاصمة بيروت بحسب ما أشيع فكانت جولة شمالية لوزير الصحة ومن هناك وضع اللقاح على قائمة انتظار الأيام العشرة. أما طلائع العائدين طوعيا فأولى قوافلهم تنطلق الأربعاء المقبل على أن تتوالى دفعات المسجلين بالآلاف بعد إتمام الأمن العام للإجراءات اللوجستية.
وعلى ما تقدم فإن أحداث الأسبوع المقبل دخلت في سباق مع الوقت أرادها رئيس الجمهورية رافعة لعهده من قعر الانهيار وتسجيلا لانتصارات يعود ريعها لرئيس التيار على أن يواصل جبران باسيل حرب الطواحين مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي من باب التهويل والتهديد بالانكفاء ومقاطعة وزراء العهد والتيار لجلسات الحكومة ولجانها الوزارية وهو ضرب من الهرطقة الدستورية على حد قول الخبير الدستوري سعيد مالك. وفي مقابلة مع الجديد أضاف إن التهويل بدفع الوزراء إلى الاستقالة من حكومة مستقيلة هي بدعة لا مكان لها في الدستور وتعرض صاحبها للملاحقة أمام المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء بجرم الإخلال بالواجبات الوظيفية العامة.
باسيل سيواصل حرب التعطيل والرقص على رؤوس الأفاعي حتى سقوط ورقة التوت عن العهد أما رئيس حكومة تصريف الأعمال فسيدخل على ميقات القمة العربية وباعتراف دولها رئيسا بصلاحيتين وسيسجل من الجزائر أول انتصار على باسيل ومعاونيه وبينهم الرئيس ميشال عون الذي سينتهي في الرابية جنرالا بلغ سن التقاعد الرئاسي.