غلاف اسرائيل يسجى على صفارات انذار دائمة النفير، وقد عززتها حكومة نتنياهو بتشكيل طاقم حربي وزاري يتمتع بانياب ومخالب عدوانية . تجاوزت اسرائيل خلافاتها الداخلية، وعقدت ائتلافا مع المعارضة، وسيعقد الطرفان جلسة عامة مساء الخميس لاعلان ادارة الحرب .
وهذه الحرب بمسؤوليها المعينين حديثا وقراراتها المتخذة غدا، تستند الى جسر اميركي يمتد من واشنطن الى تل ابيب عبر عنه الرئيس جو بايدن في اكثر التصريحات دعما لاسرائيل . وخاض بايدن معركته الانتخابية من ابراج غزة المدمرة، وحصار القطاع، وابادة مدنييه، وقدم نفسه جنديا في سبيل حماية اسرائيل، التي ستعيده رئيسا لولاية ثانية على ظهر حاملات الطائرات .
وقبل ان يتخذ مجلس الحرب الاسرائيلي قراره غدا، فقد رفع اليوم من لغة النار في غزة، لكنه في مراحل كثيرة كان يتخذ وضعية الدفاع لاسيما بعد إمطار مدن ومستعمرات اسرائيلية بصواريخ المقاومة الفلسطنيية .
والى جانب لملمة مستوطنيه في الداخل وترتيب تكديسهم في الملاجىء فإن العدو ارتبك عند جبهته الشمالية فتحدث عن سرب طائرات دخلت منطقة الجليل وبعد ان ارتبك وقدم اعلامه معلومات متضاربة عاد واكد انه لا يعرف اين اختفت هذه الطائرات.
ولاحقا اوضحت قناة المنار انه لم يشاهد من الجانب اللبناني اي حركة للمسيرات وكل ما يجري هو حديث من الجانب الاسرائيلي .
وحركة السيلان الاسرائيلي في المواقف المتدحرجة يعم على جبهتي الجليل الاعلى والجولان وكل ما تبناه حزب الله حتى الساعة هو اطلاق صواريخ كورنيت على موقع الجرداح الصهيوني مقابل منطقة الضهيرة واكد بيان الحزب أن المقاومة الإسلامية ستكون حاسمة في ردها على الاعتداءات الإسرائيلية التي تستهدف لبنان وأمن شعبه خاصة عندما تؤدي هذه الاعتداءات إلى سقوط شهداء.
وفي المقابل ردت اسرائيل بقصف على بلدة الضهيرة حيث اصابت المنازل باضرار بالغة وافيد عن جرح ثلاثة مواطنيين .
وعند هذا الحد فإن المعادلة لا تزال تحت سقف مضبوط ولم تخرج عن السيطرة والمشهد الآن هو بانتظار قرارات الثنائي اللدود : بيني غانتس وبنيامين نتانياهو ..
و اذا ما دخلا في حرب برية مفتوحة والتي فرزت العالم الى اجزاء متناثرة : اميركا واوروبا هما الظهير الخلفي للعدوان .. لكن اطرافا دولية وعربية وافريقية كونت جبهة مناهضة .
واكثر القرارات التي ستقلق اميركا واسرائيل معا هو ما ذكرته صحيفة جيروزاليم بوست الاسرائيلية من أن المملكة العربية السعودية أبلغت وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بوقف جميع المحادثات بشأن تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وكان مجلس الوزراء السعودي أكد خلال جلسته الأسبوعية برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بذل المملكة المزيد من الجهود بالتواصل مع الأطراف الدولية والإقليمية كافة لوقف التصعيد في غزة ومحيطها ومنع اتساعه في المنطقة والاستمرار في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة وتحقيق آماله وطموحاته، وتحقيق السلام العادل والدائم.