على توقيت محادثات فيينا النووية بأحرفها الأولى بين أوروبا وإيران، والمشاركة الأميركية يكون النائب الفولاذي جبران باسيل قد غادر إلى باريس لفحص اليورانيوم الحكومي لدى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
والطرد المركزي الذي يشكله رئيس التيار إلى الإليزيه لم تتبلور مياهه الثقيلة بعد، وهو ينتظر ترتيبات في بيروت مع الوسيط المفاعل اللبناني اللواء عباس ابراهيم، قبل أن يسافر غدا إلى فرنسا التي لم تكشف رسميا إلى تاريخه، عن تفاصيل الحملة الشاملة.
وتقول معلومات “الجديد”، إن الموعد مع ماكرون سيكون ليل الأربعاء، وإن الرئاسة الفرنسية تدرس إمكانية توسيع اللقاءات لتشمل موفدا من صوب الرئيس نبيه بري، كما أن ماكرون يعمل على جمع الضدين والتقاء الساكنين: سعد الحريري وجبران باسيل، تحت سقف الإليزيه، وإذا ما سارت الأمور على هذا المنحى.. فإن رئيس التيار الوطني الحر يكون قد وافق على الاتفاق النووي الحكومي، لكنه قرر تذويب الفولاذ وبيعه للفرنسيين الذي يشكلون الحضن السياسي الضامن، وليس إلى الفرقاء المحليين العاملين على أكثر من جبهة.
وأسبوع الموضة السياسية في باريس، سيقابله تدفق وفود إلى بيروت، كل على ملف فالمصري يعتزم “وضع كتف” في المبادرات، والمساهمة في دفع الحلول إلى الأمام.. من خلال زيارة وزير الخارجية سامح شكري موفدا من الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتستند مصر إلى دورها التاريخي الباعث على الثقة لدى شريحة لبنانية.. وربما أيضا إلى نجاحها الباهر في تسيير موكب المومياوات الذي أدهش العالم..
والتجربة هذه قد تختبرها على المومياوات اللبنانية الضاربة في التاريخ. وإذا كانت زيارة المصري هي للمعاينة الحكومية.. فإن جولة الألماني ستخصص لفحص الموانئ والمساهمة في إعادة إعمار مرفأ بيروت الذي دخل دماره شهره التاسع وتأتي الرافعة الألمانية إلى المرفأ اللبناني على توقيت السباق الدولي إلى موانئ المنطقة، حيث تشرف روسيا على شواطئ سوريا، فيما أبرمت الصين قبل أيام اتفاقا مع إيران يقوم على أن تستورد الصين النفط الإيراني في مقابل استعمال المرافئ الإيرانية بعد تطويرها وتعزيزها، وستكون ألمانيا بذلك قد استبقت التنين الصيني إذا ما أراد توسيع الحوض البحري ومد مرسى إلى الميناء اللبناني، قبل أي دولة أخرى.
وإلى المرافئ المالية، يصل الأربعاء أيضا وزير خارجية سويسرا Ignazio Cassis ضمن جولة يقوم بها إلى العراق وعمان. وأعلن النائب السويسري فابيان مولينا، المتابع لقضية الأموال المهربة من لبنان إلى المصارف السويسرية، أنه راسل وزير خارجيته رسميا للضغط بإتجاه تحريك الملف وأورد مولينا في كتابه أنه بين السابع عشر من تشرين الأول ألفين وتسعة عشر والرابع عشر من كانون الثاني ألفين وعشرين تم تحويل نحو مليارين وثلاثمئة وثمانين مليون دولار من المصارف اللبنانية إلى المصارف السويسرية.
وعلى التدقيق الجنائي بين وزراة المال ومصرف لبنان مع شركة “ألفاريز آند مارسال” غدا.. حذر رئيس الجمهورية الجانب اللبناني من أي محاولة لتعطيل التدقيق وحملهما المسؤولية باسم الشعب اللبناني. ومن المقرر أن يجيب لبنان غدا على نقاط الأسئلة المئة التي طرحتْها ألفاريز، وكان لها أن تختصر المدة وتحسم الأجوبة في أسبوع واحد لكن البيروقراطية اللبنانية والمراسلات والمناكفات استلزمت أكثر من أربعة أشهر.. وقد يختفي احتياط المركزي قبل أن تستكمل الأجوبة، ولا تجد “ألفاريز” شيئا لتدقق فيه.