استباحت اسرائيل السيادة اللبنانية على كامل الاراضي ليل امس ومشطت طائراتها المحافظات الهادئة والمتوترة على حد سواء تاركة رعب الصوت لكن, هذا هو أعلى ما في الخيل الاسرائيلي, جدار للصوت, وإحداث هلع بين اللبنانيين, وتحليق للبحلقة وليس لشن العدوان, والبقية لم تأت منذ اشهر تسعة فالقيادات الاسرائيلية بتناقضاتها وحروبها الداخلية باتت كل يوم تجري رسما تشبيهيا لضرب لبنان ثم تترك الفرصة للدبلوماسية.. تقوم بمحاكاة حربية ثم يترآى لها مرفأ حيفا تحت الصواريخ فتتراجع عن مجرد التهديد واليوم بدأت هذه القيادات السياسية والعسكرية بحث المرحلة الثالثة من الحرب على غزة ويناقش رئيس الحكومة الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير حربه يوآف غالانت مساء التحضير للانتقال الى هذه الجولة من القتال والتي قالت تل ابيب إنها ستكون اقل كثافة اي ضربات على القطعة وفي تفسير زعيم المعارضة يائير لبيد فإن التهدئة في غزة ستؤدي إلى التهدئة في الشمال الاسرائيلي وقال إن إسرائيل بحاجة إلى عامين لتعزيز الجهد السياسي والعسكري. وكلام لبيد هو لسان حال الضباط والجنود الاسرائيليين الذين يعانون عقدة غزة ولا شفاء لهم قبل اعادة التدوير النفسي لكن هذه الاسباب ليست وحدها ما يدفع الى الذهاب نحو الخيارات الدبلوماسية فخرائط الاهداف من بحر كاريش الى حيفا وضعت المنشآت الاسرائيلية بمجمعاتها العسكرية ومخازنها ومطارها وصولا الى مفاعل ديمونة امام شرارة واحدة يمكنها ان ترد اسرائيل الى العصر السفلي الاول. وبدأت وسائل اعلامية اسرائيلية نفسها تنقل عن خبراء اميركيين بان اسرائيل ستتورط في حال وسعت الحرب على لبنان وان الاستخبارات الاميركية بذاتها لا تعرف حجم الرد الصاروخي على اي اعتداء وفي المقابل فان حزب الله لا يستبعد الانخراط في المرحلة الثالثة وان كانت المقاومة عقيدته الثابتة وقال النائب علي فياض للجديد إن خيار الحرب المفتوحة الموسعة بات مستبعدا والانظار اليوم تتجه نحو المرحلة الثالثة في غزة واضاف فياض: نحن في هذه الحرب نساند غزة لكننا ومن منطق ومنهج المقاومة نفتش عن اللحظة المناسبة لاستكمال المعركة مع العدو ويحق لنا قتال الاسرائيلي لو لم تكن هناك غزة وفي الاقتتال السياسي الداخلي هدأت الجبهات وخاض رئيس التيار الوطني الحرب من عكار معركة الدفاع عن الحق ضد اسرائيل وكاد ان يمشي مقاوما على طريق القدس وقال صحيح نعمل لمنع الحرب عن لبنان ولكن هذا لا يعني الاستسلام، وسواء وقعت الحرب أم لا فلبنان سيخرج منها منتصرا ولو بكلفة مرتفعة واسف باسيل لكون بعض الناس يدافعون عن “إسرائيل” ويحملون مسؤولية ما يجري للمقاومة وهو موقف لا بد ان تسري مفاعيله على طريق بعبدا والاستثمار الذي يجريه باسيل في الحرب نحو مرشح بمسافة صفر عن التيار والحروب الرئاسية اضاعت طريقها فيما انغمس اللبنانيون بالسباق الى الاليزيه مع بدء الانتخابات التشريعية الفرنسية والتي لنا منها مرشحان اثنان عن الدائرة العاشرة نخوضها تشريعية ورئاسية في فرنسا, ولا نحتكم في لبنان على اجراء انتخابات بلدية.