انه الجنون في سوريا، وهدير طبول الحرب يكاد يسمع هناك.
الضربة العسكرية انتقاما لهجوم دوما، الذي يعتقد ان السلاح الكيميائي استخدم خلاله، اصبحت حتمية، حسب واشنطن وباريس ولندن وموسكو وانقرة وتل ابيب وحتى دمشق، يبقى ان يعرف نوعها، حجمها، هوية المشاركين فيها والاهم تداعيتها.
حتى الساعة كل المعطيات، على الاقل الاميركية منها، تشير الى قرب وقوع هذه الضربة، فالاساطيل الاميركية والفرنسية تكاد تلامس الشواطئ السورية، والطائرات الحربية الاميركية تحلق فوق فرنسا متجهة الى الشرق الاوسط والرئيس الامريكي دونالد ترامب، دعا موسكو للاستعداد لصواريخ اسماها جميلة وذكية.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اكتفى بالقول ان ما يحصل في العالم مقلق، بينما قال الكرملين: الهجموم الكيماوي المختلق لا يمكن ان يكون ذريعة لعمل عسكري، اما ايران فاكدت وقوفها الى جانب سوريا ضد ما اسمته العدوان.
بين وحشية الكيميائي، ومهزلة جمال الصواريخ الذكية والقلق المقترن بالتشكيك يقف السوريون المدنيون عاجزين، يترقبون اصوات طائرات وصواريخ وصواريخ مضادة، قد تضع حدا لحياتهم، فيما يتمترس العالم كله وراء مصالحه، وكل اهتمامه يتمحور حول الاتي: هل يصمد النظام بعد هذه الضربة اذا جاءت محدودة، ام يسقط النظام اذا كانت الضربة شاملة؟
السوريون يصحون خائفين وينامون خائفين، فهل من خوف في ضمائر العالم يوقف مجزرة عمرها سبعة اعوام؟