حتى الساعة، يبدو الرئيس الاميركي دونالد ترامب وحيدا في قراره الانسحاب من الاتفاق النووي مع ايران، الذي وقعته بلاده في تموز عام 2015 مع كل من فرنسا وبريطانيا والمانيا والصين وروسيا. فبعد ساعات من اعلان الانسحاب واعادة فرض العقوبات الاميركية على طهران، التي سيبدأ تنفيذها قريبا بحسب دونالد ترامب تتالت المواقف الاوروبية، لتجمع على مبدأ المحافظة على الاتفاق. وخلف هذه المواقف، مليارات الدولارات التي دخلت وستدخل الاسواق والشركات الاوروبية نتيجة العقود الموقعة مع طهران، وكل الخوف من تبخر هذه الاموال، إذا أوقفت الشركات الأوروبية جميع أشكال التجارة مع إيران.
ايران من جهتها تبدو هادئة، والمرشد الاعلى لم يكتف بمطالبة الاوروبيين بضمانات للمحافظة على الاتفاق، بل ذهب ابعد من ذلك ليؤكد ان كل ما يجري محاولة لكبح نفوذ بلاده الاقليمي.
القرار الاميركي وتداعياته تمدد الى العالم اجمع، ليطال لبنان المنهك ماليا. فقد تراجعت السندات اللبنانية الدولارية لتسجل ادنى مستوياتها، ما وضع الاسواق تحت ضغوط جديدة، فيما اعلن حاكم مصرف لبنان للـLBCI ان هذا التراجع موقت ومحدود.
كل هذا يجري عندنا ومن حولنا، ونحن نحصد نتائج الانتخابات النيابية، في بلد هو اليوم كل شيء الا دولة. فصحيح ان ما حصل في الشويفات خطير، وان تداعياته سيئة على البلدة وعلى البلد ككل، انما الاخطر والادهى هو شبه الدولة التي نحن فيها، فأمس، ونتيجة خلاف شخصي، استعرض السلاح المسمى فرديا، وتحولت شوارع الشويفات الى ساحة حرب استخدمت فيها الرشاشات والقذائف الصاروخية، وسقط للمدينة شاب. ولكن هل من سأل من اين اتى هذا السلاح، ولماذا يحمل لبنانيون قذائف، ومن يمول شراءها، واين تخبأ ومن يحمي حامليها ؟ اسئلة برسم بلد يحاول ان يصبح دولة.