أنقذ رئيس الجمهورية الموقف من خلال مبادرته إلى الاتصال بالرئيس نبيه بري الذي قدر مبادرة فخامته… هكذا، اتصال هاتفي سحب صاعق التفجير الذي وصل أكثر من مرة إلى حافة الهاوية في الأيام الاربعة الأخيرة بعد “محمرش ليكس”…
فمنذ الاثنين الفائت دخل لبنان في مدار العودة إلى الحرب الأهلية من بوابة طائفية مقيتة… من سنتر ميرنا الشالوحي وإحراق الدواليب وإطلاق النار وصولا إلى الحدت ورفع وتيرة الاستفزاز، مرورا بالطريق الجديدة والخندق الغميق وطريق المطار وغاليري سمعان…
نقاط ملتهبة وتحديات متبادلة، وشرط التهدئة ان يعتذر الوزير باسيل عما استعمله في حق الرئيس بري من صفات، ومنها “البلطجي”… ودون هذا الإعتذار كانت البلاد ستدخل في نفق من التعطيل، بدأ بتعطيل اجتماع المجلس الاعلى للدفاع الاثنين الفائت، ثم تعطيل اجتماع اللجان النيابية المشتركة أول من أمس الثلثاء، ثم تعطيل جلسة مجلس الوزراء اليوم…
كان الجو إلى مزيد من التصعيد، والتأزيم يتخذ شكل الإطارات المشتعلة والدراجات النارية التي تتنقل من منطقة إلى منطقة…
فعل اتصال رئيس الجمهورية فعل السحر، إتخذ مبادرة الاتصال، كان الاتصال وديا، عبر رئيس المجلس عن تقديره للمبادرة… كل ذلك كان يجري فيما وزير الخارجية جبران باسيل حزم حقائبه وملفاته وتوجه إلى ابيدجان… هكذا تم تفكيك التوتر، ولكن قبل ذلك، كاد البلد ان يشتعل: لا ضوابط، لا محاسبة، لا تعقب…
ترك المواطن تحت رحمة القضاء والقدر في غياب أي رادع أو وازع للمعتدين الذين لم يخشوا قضاء أو سلطة، فعاثوا ترهيبا بالناس: إحراق دواليب، إطلاق نار، تهديدات، وكل ذلك تحت أعين السلطات مجتمعة وكلها كانت شاهد عيان على ما يجري، فلم تحرك ساكنا، فيما المعتدون مكشوفو الوجوه، لكنهم يتجرأون على السلطة، فلا يخافون منها ولا يخشون ملاحقة…
وسط كل هذه الحرائق التي لم تحظ بإطفائي، لم تر عين السلطة سوى هشام حداد… كل الكرامات كانت محفوظة إلى درجة تجاوزنا فيها سويسرا الشرق إلى سويسرا الغرب، ولم يعكر صفو الأمن والاستقرار والبحبوحة والإعفاء من الدين العام واختفاء النفايات وانحسار التلوث وعودة التيار الكهربائي أربعا وعشرين ساعة على أربع وعشرين سوى هشام حداد، الذي لولاه لكانت الدنيا بألف خير…
أيها اللبناني، أفرك عينيك جيدا، أنت لست في حلم، أنت في يقظة… أشح هشام حداد من أمام ناظريك فيرتاح البلد…