في اول عملية من نوعها في تاريخ قناة السويس، عبرت وحدة ” انرجين بوور “fpso، وهي الاحدث عالميا لانتاج الغاز الطبيعي المسال، القناة في اتجاه اسرائيل وتحديدا حقل كاريش.
مع وصول “انرجين باوور” الى الحقل، تقول شركة “انرجين”: ان العمل سيبدأ فورا، وانه اذا سارت الامور في شكل صحيح فان الشركة ستسلم اول دفعة من غاز مشروع “كاريش” في الربع الثالث من العام الحالي اي في فترة ما بين اربعة الى خمسة اشهر من اليوم.
“حقل كاريش” يقع في صلب صراع ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل، فجزء منه داخل خطوط التفاوض التي يعمل عليها لبنان، ولكن لبنان كعادته ضائع. اولا لان الخط الذي سنعتمده في التفاوض لم يتفق عليه المسؤولون بعد. ثانيا، لاننا لم نوثق رسميا اي خط. ثالثا، لان المسؤولين لم يردوا بعد على العرض الاميركي الاخير الذي قدمه الوسيط الاميركي آموس هوكشاتين “، علما ان المعطيات حاضرة الا ان صياغة الرد غائبة او مغيبة.
العدو الاسرائيلي خطط ونفذ، وربح معركة توقيت استخراج الغاز وتسويقه الى اوروبا في لحظة دولية حرجة، تسببت بها حرب اوكرانيا وقرار الاتحاد الاوروبي وقف الاعتماد على الغاز الروسي.
اما لبنان، فهو ابعد ما يكون عن الاستفادة من الطلب الدولي الملح على الغاز، والاهم من حاجته هو للخروج عبر ثروته النفطية من كارثة الانهيار المالي التي يتخبط بها. الا اذا صحت المعلومات التي تحدثت عن ان لقاء الرئيس بري اليوم نائبه الياس بو صعب الذي حمل رسالة من عون الى بري تناول الى ملفات كثيرة موضوع ترسيم الحدود وامكان صياغة توافق لبناني لبناني سريع حوله يشمل الى رئيسي الجمهورية والنواب والحكومة حزب الله المعني مباشرة بترسيم الحدود مع العدو الاسرائيلي لا سيما بعد موقف السيد حسن نصر الله الاخير والذي اكد فيه ان حل مشكلة لبنان يبدأ من استخراج النفط والغاز داعيا الى الاتفاق على كيفية استخراجه واستثماره بقليل من الجرأة.
وعليه، حقول غازنا على الاكيد اهم من هوية الرئيس الذي سيكلفه النواب تأليف الحكومة، واهم من كل التوافقات التي يعمل على انجازها من الترقيات العسكرية الى التعيينات القضائية، وصولا حتى الى مأموري الاحراش.
اما تضييع الوقت فجريمة موصوفة تماما كما تضييع الحق في المحافظة على الثروات من النفطية الى السياحية هذا في وقت يستشهد عناصر من الجيش اللبناني على يد “زعران” قرروا استباحة الوطن.