من أي موضوع نبدأ، إذا كانت كل المواضيع التي تعني المواطن سلبية؟
وأي عنوان يتقدم على الآخر، إذا كانت كل العناوين تبعث على الإحباط؟
في دوامة المولدات، الدفة الثانية في ميزان القفز فوق القوانين والتذاكي على تطبيقها والتحايل في تفسيرها، بدأت تظهر من بعض رؤساء البلديات الذي يبدون متواطئين مع بعض أصحاب المولدات، فظهروا يستبسلون في الدفاع عنهم، على حساب المواطنين، وكأنهم اصبحوا رؤساء بلديات بأصوات أصحاب المولدات لا بأصوات المواطنين.
وفي العناوين غير المريحة، بدء تكشف الأعباء الهائلة لكلفة جزء من سلسلة الرتب والرواتب، فعلى سبيل المثال لا الحصر، فإن كلفة مرسومي التقاعد وتعويض نهاية الخدمة يبلغ ثلاثمئة مليار ليرة.
أما عمليات التمويل لقطاعات أخرى فإن التفتيش عنها، يكاد يدور في حلقة مفرغة، في ظل الاضطرابات السياسية التي تضرب مباشرة الأوضاع المالية والاقتصادية.
وفي ظل العجز عن التمويل، هل تتجه الحكومة إلى طرح بيع سندات خزينة مباشرة للمواطنين في معرض التفتيش عن مصادر للتمويل؟ كل الأبواب واردة.
والعناوين السياسية ليست أفضل حالا، فبعد انهيار مساعي الوزير جبران باسيل، اليوم موقف تصعيدي للنواب الستة الذين رفعوا سقفهم بمطلب جديد هو تسمية الحقيبة التي يريدونها، بالإضافة طبعا لمطلب توزير أحد النواب منهم وليس من يكون محسوبا عليهم.
هذا الموقف التصعيدي يعني أن قوى الثامن من آذار، وفي مقدمها حزب الله، ليست في وارد تدوير الزوايا في ما خص عملية التشكيل، بعدما أسقطت كل الوساطات، وآخرها وساطة الوزير باسيل.
إنطلاقا من كل هذه المعطيات، لا عنوان سلبيا يتقدم على آخر، فما يجمع كل هذه العناوين ان الإيجابية غائبة عنها.