يحدث في لبنان… لبنان الرسمي يرد على رسائل المسيرات برسالة واضحة “غير مقبول ويعرض لبنان لمخاطر هو في غنى عنها”.
هذا الموقف المتقدم جاء بعد اجتماع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مع وزير الخارجية عبدالله بو حبيب، وابرز ما جاء فيه: “أن لبنان يعتبر أن اي عمل خارج اطار مسؤولية الدولة والسياق الديبلوماسي الذي تجري المفاوضات في اطاره،غير مقبول ويعرضه لمخاطر هو في غنى عنها”. البيان أهاب بجميع الاطراف التحلي بروح المسؤولية الوطنية العالية والتزام ما سبق وأعلن بأن الجميع من دون استثناء هم وراء الدولة في عملية التفاوض. كما أن لبنان يجدد المطالبة بوقف الانتهاكات الاسرائيلية المستمرة لسيادته بحرا وبرا وجوا.
الكلام موجه إلى حزب الله الذي، حتى الساعة، لم يعلق على عدم القبول الرسمي للمسيرات. ومن المفاعيل المحتملة لبيان السرايا عودة المفاوض آموس هوكستاين عن التلويح بوقف وساطته بعد حادثة المسيرات.
حكوميا، راوح مكانك، فبعد اللقاء الثاني بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية، وما أعقبه من حرب كلامية بين السرايا ورئيس التيار الوطني الحر، عبر مصادر مطلعة ومعنية ومقربة وعليمة، استقرت بورصة التكليف عند مربع اللقاء الأول الذي حمل فيه الرئيس المكلف تشكيلته إلى رئيس الجمهورية، فتم حرقها بنار التسريب.
إداريا ومعيشيا، إضراب موظفي القطاع العام دخل أسبوعه الرابع، وشلل الإدارات يضرب مصالح الناس في أساسياتهم.
ولمعالجة الإضراب، اجتماع موسع في السرايا انتهى إلى ما يلي:
اعتماد المساعدة الاجتماعية لتتحول الى راتب كامل بدل نصف راتب، بدل النقل أصبح 95 الف ليرة عن كل حضور يومي.
سيصار الى الطلب من المدارس الخاصة والتشدد في الطلب، عدم تقاضي الاقساط المدرسية للموظفين في القطاع العام بالدولار.
هل سيوافق القطاع العام على هذه المقترحات؟ ماذا عن القطاع الخاص في هذه الحال؟ على سبيل المثال لا الحصر، هل يقتصر الدفع بالدولار في المدارس الخاصة على القطاع الخاص، بعد إعفاء العسكريين والقطاع العام؟ ماذا سيكون عليه موقف إدارات المدارس؟
معالجات تحتاج إلى درس وتدقيق لئلا تكون وعودا في الهواء، هذا الهواء الذي لا يتحسن إلا بالسياحة.