إثر أحداث 11 من أيلول العام الفين وواحد، أطل زعيم القاعدة أسامة بن لادن ليعلن : ” إن هذه الأحداث قد قسمت العالم بأسره إلى فسطاطين: فسطاط إيمان لا نفاق فيه، وفسطاط كفر. وقد هبت رياح الإيمان، وهبت رياح التغيير لإزالة الباطل” .
بعد عقد من الزمن قتل بن لادن ليتسلم أيمن الظواهري قيادة تنظيم القاعدة التي انحسر دورها لمصلحة تنظيم داعش. بعد أحد عشر عاما على مقتل بن لادن، واثنين وعشرين عاما على هجمات 11 أيلول، قتل أيمن الظواهري بصاروخين من طائرة أميركية مسيرة أصاباه على شرفة منزله في كابل.
التغيير الذي بشر به بن لادن ، لم يتحقق، كما اراده ، بل إن القاعدة تشهد افولا: من بن لادن إلى الظواهري ، وبينهما أبو مصعب الزرقاوي .
هذا الحدث الذي وقع صباح الأحد ، لم يحدث الوقع الذي أحدثه مقتل بن لادن، خصوصا أنه يأتي في ظل أزمات عالمية تبدأ بالحرب الأوكرانية الروسية وما أحدثته من مضاعفات على مستوى الطاقة والغذاء في العالم ، وتمر بالأزمة الأميركية الصينية التي شهدت اليوم حبس انفاس مع زيارة رئيسة مجلس النواب الاميركي إلى تايوان، والتهديدات الصينية التي رافقتها.
يبدو لبنان في هذه الأزمات كأنه بلد منسي أو متروك، فلولا ملف الترسيم وملف النازحين السوريين، لما كان أحد يتلفت إليه.
في ملف الترسيم، الوسيط الأميركي آموس هوكستين غادر بيروت إلى اسرائيل والتقى ليل أمس رئيس الوزراء الاسرائيلي، بحسب ما أوردت وسائل إعلام إسرائيلية.
فيما لم يرشح شيء عما تمت مناقشته، فإن الأجواء في لبنان تباينت بين مرتاحة وحذرة .
أما الإستحقاق الأبرز فيتمثل في حلول الذكرى الثانية من تفجير المرفأ، فيما التحقيق مازال عالقا، والمحقق العدلي مكفوفة يديه .
ماليا ، حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، انتقل قضائيا في فرنسا من الدفاع إلى الهجوم، بعد سلسلة معطيات ابرزها اكتشاف عملية تزوير في مستندات قدمت إلى القضاء الفرنسي .