شكرا فرقة ” المياس ” لأنك أحييت ذاكرة الإبداع اللبناني …
شكرا فرقة ” المياس ” لأنك خلعتي عن وجه لبنان القناع الأسود الذي يمثل الدمار ، وافظعه تفجير مرفأ بيروت ، ويمثل الفساد ، وأفظعه انهيار البلد على كل المستويات .
شكرا فرقة ” المياس ” لأنك برهنت أن هناك
” لبناني” يحضن لبنان ، وليس هناك ” لبنان ” يحضن ” لبناني” .
شكرا فرقة ” المياس ” لأنك برهنت لحكامنا ، لا بل للمتحكمين بنا ، أنك أنت ” لبناننا ” ، كما منتخب لبنان لكرة السلة ، وكما أمين معلوف الحائز على جائزة ” غونكور ” ولاحقا العضو في الأكاديمية الفرنسية ، وكما جورجينا رزق ملكة جمال الكون ، وكما الرباع الأولمبي محمد خير طرابلسي الذي فاز بالميدالية الفضية في الألعاب الأولمبية في سبعينيات القرن الماضي .
وتطول اللائحة إذا استمرينا في التعداد : فن وثقافة ورياضة وطب ، ومجملها تشكل الحضارة اللبنانية.
شكرا فرقة ” المياس ” لأنك برهنت أن طائر الفينيق ليس أسطورة خرافية بل حقيقة تجسدت أمس في لوس انجلس.
والجامع المشترك بين إبداعات هؤلاء هو المبادرة الفردية والإعتماد على الذات من دون الرهان على مساعدة الدولة التي تذهب مساعداتها تنفيعات لا للنفع العام .
أبطال وبطلات فرقة مياس أعطوا دروسا في القدرة على التحمل والصبر والثبات ووصلوا إلى العالمية : شأنهم شأن جميع اللبنانيين : وقفوا في طوابير الذل وعاشوا في العتمة وفي التقنين ، وفتشوا عن أدوية ومروا في “معمودية القهر والذل”، لكنهم رغم كل ذلك ، وقفوا على المسرح في ” لوس انجلس ” برؤوس مرفوعة وبكرامة عز نظيرها ، وكأنهم يهتفون بوجه المنظومة: “نحن لبنان ” ، وعلى اللبنانيين أن يختاروا بين ” فرقة المياس ” وفرقة الحكام ” .
فرقة ” المياس ” لم تنتظر خطة تعافي ، بل اجترحت التعافي على طريقتها لتقول للحكام : دعونا نبدع ، وعلينا قيامة لبنان.
شكرا فرقة المياس ، أنتم التسونامي الحقيقي ، تسونامي الإبداع تسونامي التعافي تسونامي النهوض.
شكرا فرقة المياس ، أنتم الأيقونة التي سنعلقها على الصدور ونحفظها في القلوب . وإذا أرادت الدولة أن توفيكم نذرا من حقكم ، لاستحدثت ” وسام المياس” الذي لا يعطى سوى للعباقرة ، وأنتم منهم ، وليبدأ السباق للاستحواذ على وسام المياس.