تأليف الحكومة بصفة المؤجل، ومسارات الفساد بصفة المعجل. تأليف الحكومة أثر بعد عين، ولا شيئ يرتجى في المدى المنظور.
الأسبوع الطالع، الرئيس المكلف سعد الحريري إلى لندن، إذا لا تأليف، ومن المستبعد أن تكون هناك رسالة رئاسية إلى مجلس النواب في غياب الرئيس المكلف.
إذا “لاءآن” هذا الأسبوع: لا مراسيم حكومة ولا رسالة رئاسية.
وفي الفراغ يتقدم الفساد. أرقام مرعبة وحقائق موجعة. الفساد موثق ولكن لا آلية لمواجهته. وفي اليوم العالمي لمكافحة الفساد، يكاد لبنان يسجل رقما عالميا في ارتكابه: الرقابة غائبة، أو على الأقل قاصرة، الإجراءات غير كافية، وآليات المساءلة بطيئة.
الفاسدون يعرفون هذه الحقائق فلا ينفكون يجدون في الإدارات مرتعا لفسادهم، غير عابئين بقوانين، لأن لا مراسيم تطبيقية لها، وغير مكترثين بتهديد أو وعيد، لأن ما من ملف فتح إلا وبقي مفتوحا على عجز أو أقفل على زغل.
أين أصبح ملف مجرور الإيدن باي؟، أين أصبح ملف محطات التكرير غير المطابقة؟. أين أصبحت ملاحقة المخالفين الذين يرمون نفايات معاملهم في الليطاني؟. ماذا عن ملفات المحارق؟، أين أصبحت؟. ماذا عن التكلفة الباهظة لزينة العاصمة؟، هل طوي الملف؟.
الملفات تتكاثر وتتوالد، ولا من حسيب قادر أو رقيب فاعل: الإدارات المنوط بها ملاحقة ملفات الفساد، تجد نفسها مكبلة الأيدي، فكيف تقوم بالإصلاح؟.
الأمور متروكة على غاربها، والمواطن متروك لقدره، ومن غير المفيد إعطاء جرعات تفاؤل في غير مكانها، وما يقدم المخاوف على الارتياح ان الأصوات بدأت ترتفع لتحذر من إحتمال تراجع مفاعيل مقررات “سيدر”، فهل تصلح اجتماعات لندن هذا الأسبوع، ما افسدته المراوحة في تأليف الحكومة، وفي تحقيق وعود الإصلاح التي قدمت أثناء مؤتمر “سيدر”؟.
الفساد، وللأسف يتقدم.