قبل ساعات من تكرار سيناريو ” تطيير” نصاب ثلثي اعضاء مجلس النواب لتأمين انعقاد جلسة الانتخابات الرئاسية في جولتها الثالثة، نقل عن الرئيس بري قوله امام زواره:
“من بعد ما يفل الرئيس عون، يعني بعد 31 تشرين الاول، لازم نشتغل على حوار بين الجميع , يؤمن التوافق على اسم رئيس الجمهورية “.
بهذا الكلام, يكون رئيس المجلس قد حسم فرضية الوصول الى الشغور الرئاسي، ليبدأ العمل الفعلي، اعتبارا من الاول من تشرين الثاني, على مبدأ الحوار واركانه، والاهم على مواصفات الرئيس القادر على طمأنة حزب الله من جهة، والفريق المناوئ له من جهة اخرى.
على اساس الشغور شبه المحسوم، فعل العمل على تأليف حكومة تكون قادرة على تسلم مهام رئاسة الجمهورية .
حزب الله ومعه اللواء عباس ابراهيم فتح خطوط التواصل مع كل الافرقاء, فبرز اليوم لقاء ضم الى اللواء ابرهيم، مسؤول الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا، الى رئيس تكتل لبنان القوي جبران باسيل، في وقت لم يتوقف التواصل منذ امس مع الرئيس ميقاتي وكل الافرقاء المعنيين بالتأليف.
تقول معطيات ال lbci إن التقدم يطغى على ملف الحكومة، وإنها سترى النور على الارجح في الساعات الاخيرة من عهد الرئيس ميشال عون، فيوقع مراسيم قبولها وينتهي دوره عند هذا الحد .
اما بيان الحكومة الوزاري، ونيلها الثقة من مجلس النواب على اساسه، فسيدخل زواريب السجالات الدستورية، لا سيما ان الرئيس نبيه بري، يرى ان المجلس سيواصل التشريع ولن يتحول الى هيئة ناخبة حصرا، لكونه دعي الى الانعقاد والانتخاب اكثر من مرة، قبل الدخول في الايام العشرة الاخيرة من ولاية رئيس الجمهورية، في حين ترى جهات اخرى ان هذا الموضوع غير دستوري .
ومنذ بعض الوقت، اعلن النائب جبران باسيل في حديث الى قناة الجزيرة، ان عدم تشكيل حكومة سيؤدي الى ما هو ابعد من فوضى دستورية واجتماعية .
باسيل وجه رسالة رئاسية من الحجم الثقيل، فكرر رفضه ترشيح سليمان فرنجيه، وأكد رفضه تعديل الدستور بهدف انتخاب قائد الجيش العماد جوزف عون رئيسا للجمهورية .
الحكومة إذا في طريقها نحو التأليف، والرئاسة في طريقها نحو الشغور,والعين على النواب التغييريين ال13 .
لا شك ان بين هؤلاء النواب خلافات وافكارا غير متطابقة، وانهم ليسوا التكتل الاول الذي يتعرض لهزة منذ 17 تشرين حتى اليوم، ولن يكونوا على الارجح الاخير .
لكن الاهم، ان أغلبية النواب التغييريين,يريدون انقاذ التكتل، او على الاقل الحفاظ عليه ولو من ضمن صيغة اخرى، لكون التقاطعات الكبرى التي يتلاقون عليها اهم من بعض الخلافات داخل البيت الواحد .
وعليه، فان هؤلاء النواب، يعرفون ان كل الهجمات التي تشن على بعض منهم ، تهدف الى تقسيمهم وتفتيت اصواتهم لتباع في سوق الانتخابات الرئاسية، التي يحاول الامساك بها طرفا 14 و 8 آذار .