الجلسة الثالثة لم تكن ثابتة ، والرابعة الإثنين المقبل. حتى الآن جلسات الإنتخاب ليست للإنتخاب بل للقول إن المجلس شغال . تقاسم الأدوار بين رئيس المجلس وحزب الله والتيار الوطني الحر ، يفعل فعله في موضوع تطيير النصاب ، مثلما حصل اليوم.. فبعد الدورة الأولى ، انسحب نواب حزب الله وتبعهم نواب التيار والحلفاء, فطار النصاب, ليحدد الرئيس نبيه بري الإثنين المقبل موعد الجلسة الرابعة .
وفيما استمر الإقتراع بالورقة البيضاء ، تدليلا على أن حزب الله لا يريد كشف ورقته ، فإن ما كان لافتا هو ارتفاع رصيد المرشح ميشال معوض من الأصوات التي بلغت إثنين وأربعين ، ويمكن أحتسابها أربعة واربعين بإضافة النائبين شوقي الدكاش وإيهاب مطر الذي كتب في تغريدة : ” تغيبي هو بسبب طارئ صحي، ، وأؤكد أن صوتي ما زال للنائب ميشال معوض ” . رفع الرصيد يؤشر إلى ان معوض أحدث خرقا ما ونال أصواتا من خارج الكتل المؤيدة له . صحيح أن هذا التطور لا يقلب المعادلة لكنه بدأ يشكل تحديا جديا .
كما لفت انحسار الأوراق البيض ، علما أن هذه النتيجة اليوم ليست حاسمة .
واليوم أصدر المجلس الدستوري الدفعة الأولى من نتائج الطعون, فأسقط خمسة منها ليبقي على نيابة المطعون بهم.
حكوميا ، كلما تحلحلت عقدة ، نبتت عقدة ، والصراع بين الرئيس نجيب ميقاتي ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل يبدو أنه بلغ مرحلة اللاعودة على الرغم من العناية الفائقة التي يوليها اللواء عباس ابراهيم ووفيق صفا لهذا الملف .
عمليا ، توالد الشروط يجعل عملية التاليف شبه مستحيلة لكن الغموض يلف مرحلة ما بعد انتهاء العهد في ظل عدم وجود حكومة جديدة ، فكيف سيكون الوضع ؟ وما هي الخطوات التي سيقدم عليها رئيس التيار الوطني الحر في سياق ” الفوضى الدستورية ” ؟
البداية من الرهان على الحوار وإمكان تحقيقه .