ان البلد المطلوب خارج نطاق الخدمة، الرجاء المعاودة لاحقا.
هذه الرسالة عادة ما تتلقونها على هواتفكم الخلوية عندما يكون الرقم الذي تطلبونه مقفلا . الرقم هنا هو البلد الذي هو خارج نطاق الخدمة . شتوة تقفله ، كما حصل اليوم ، وكما حصل بالأمس ، وكما سيحصل غدا.
حكومة تصريف الأعمال تعجز عن تصريف المياه . بلديات من مسؤوليتها ضبط الورش فلا تقوم بواجباتها ، وشعب ينسى او يتناسى انه يرمي نفاياته ومهملاته في الطرقات والتي تتحول الى القنوات والمجارير ، فيحدث ما حدث:
الطلاب اليوم خصوصا في كسروان وجبيل ، علقوا في مدارسهم لأن الاوتوكارات عجزت عن نقلهم الى منازلهم ، والمدارس لم يكن لديها بعد نظر لأنها لم تتحضر وتستخدم آليات برمائية ، لأن في لبنان يجب التحسب لكل شيء.
وليس الطلاب فقط بل العائدون من أشغالهم ، هؤلاء من يعوض عليهم الاضرار جراء غرق سياراتهم بالمياه ؟
لتعذرنا السلطة التنفيذية والبلديات : لقد سقطتم سقوطا مريعا ، نعرف ان هذا الكلام لن يحرك فيكم ساكنا ، لقد تعودتم على هذا الواقع وتعودتم على الانتقادات ، ولسان حالكم يقول : اكتبوا ما شئتم ، ونحن نفعل ما نشاء.
إنها حكومة تصريف ما تبقى من آمال ، ووزراء معنيون سيخرجون علينا بأعذار وتبريرات، إنه بلد قرر أن ينتحر عن سابق تصور وتصميم .
ولا خروج من هذا الانتحار سوى بإعادة تكوين سلطة فعالة من رئيس جمهورية الى رئيس حكومة ، وحكومة ، الى مجلس نواب يتمتعون بالاهلية لقيادة البلد الى المرتبة التي هي عليه دول الخليج اليوم ، ولا شيء ينقصنا سوى ان نفعل ما يفعل حكام الخليج والمسؤولون فيه ، لا تتذرعوا ولا تتقاذفوا المسؤوليات ، ينطبق عليكم القول ” كلكن يعني كلكن ” ..
كما حرمتم اللبنانيين من فرحة المونديال ، تنغصون عليهم فرحتهم بمتابعته حتى بأغلى الأثمان ، فهذا اللبناني الذي يجد في المونديال متنفسا له ، كيف يتابعه والبعض عالق في مستنقعات الإهمال على الطرقات ؟ في مطلق الأحوال سيتابع اللبناني بعد ساعة من الآن المنازلة الاميركية الايرانية على ارض قطر ، وهو الذي يتابعها من عقود من السنوات على ارض لبنان ، يقال إن المنازلة في لبنان كانت أحد أسباب تعثر السلطة والفراغ ، فكيف سيكون استثمار نتائج المباراة الليلة ، ايا يكن الفائز وايا يكن الخاسر.