هل تسمعون؟، “الناس ميتة من الجوع” وصوتهم كمن ينادي في البرية. دنياهم ليست بخير، ودنياكم بألف خير. هم يبحثون عن الفلس لادخال فرحة عيد الميلاد إلى منازلهم، بعدما مر عيدا الفطر والأضحى ومنازلهم تلك فقرت نتيجة أعمالكم، أما أنتم فموائدكم فخمة وهداياكم براقة تشع تحت شجرة العيد.
من أعطاكم الحق بعدما فقرتم شعبكم على مدى ثلاثة عقود، بنزع الأمل منه؟. من أعطاكم الحق بالتلاعب بمصير اللبنانيين وبالضحك عليهم؟. من أعطاكم الحق بأن تعلنوا ان الحكومة على الأبواب وقبل العيد، لتقولوا بعد ساعات ان الأمور عادت إلى المربع الأول؟، والاهم، لماذا؟. لأنكم وكالعادة غلبتم الطائفية والمذهبية والمحاصصة على كل شيء آخر.
من أوهمكم ان اللبنانيين يكترثون ل”اللقاء التشاوري”، ومن حصة من سيحسب الوزير السني الذي سيسميه اللقاء؟. من أوهمكم ان اللبنانيين يكترثون لتعداد الموارنة والكاثوليك وغيرهم من المذاهب في الحكومة المقبلة، ومن أوهمكم انهم يكترثون للخلل المذهبي في الكتل الكبيرة؟. من قال إنهم يكترثون لمن ستعود وزارة البيئة أو وزارة الصناعة أو حتى وزارة الاعلام؟.
ما يريده اللبنانيون في واد، وأنتم في واد. ووادي السياسة التي تتبعونها أوصلتنا جميعا إلى الآتي:
– مبادرة اللواء ابرهيم بشقها السياسي سقطت بالكامل، وسقط معها اسم جواد عدرا وزيرا ممثلا ل”اللقاء التشاوري”، ما يفتح الباب أمام احتمال عقد اجتماع في أي ساعة بين “اللقاء التشاوري” و”حزب الله” للبحث في الخطوة المقبلة.
– اللواء ابرهيم يحمل القوى السياسية مسؤولية تأليف الحكومة، كون توزيع الحقائب لم يكن من مهامه أصلا.
– ما بات يسميه البعض بالعقدة الباسيلية المتمثلة برفض اعتبار عدرا من حصة “اللقاء التشاوري”، أطاح بكل جهود التأليف وخلق مشكلة عودة البحث ليس فقط في تمثيل “اللقاء التشاوري” إنما أيضا في توزيع الحقائب.
– الرئيس الحريري غاضب، وغضبه ترجم عبر اعتذاره عن عدم حضور الريسيتال الميلادي في قصر بعبدا، في وقت تحدثت معلومات خاصة بالـLBCI ان لقاءه القصير والرئيس بري كان متوترا وانتهى سلبيا.