ماذا أراد الرئيس سعد الحريري أن يقول من هذا الصمت الذي لم يفارقه من الضريح إلى بيت الوسط؟ هل هذا الصمت هو رسالة إلى الداخل أم إلى الخارج ؟ إلى من في الداخل؟ وإلى من في الخارج؟ أكثر من عام على العزوف عن السياسة، لكن هذا الصمت يوحي بأن التمديد للعزوف متخذ، وربما هذا هو السبب الحقيقي للصمت، وكأنه يقول: ” في فمي ماء”.
من الضريح إلى بيت الوسط إلى الحشود الشعبية واللقاءات السياسية، كأن الرئيس سعد الحريري أراد أن يقول: ” أنا هنا لكن لا عودة الآن “.
في اختصار إنه يوم الوفاء للرئيس رفيق الحريري ويوم التعاطف مع الرئيس سعد الحريري، لكن السياسة والظروف السياسية والحسابات السياسية في مكان آخر.
لم يبتعد الحريري الإبن لأسباب خارجية فقط ولا لأسباب داخلية فقط، وما لم تنتف هذه الأسباب، سينهي الرئيس الحريري طقوس إحياء الذكرى ويعود إلى الإمارات.
في السياسة، تعود الحركة اعتبارًا من يوم غد للنظر في الجلسة النيابية بعد غد التي يبدو أن أرنبها لم يقلّع، فهل يعيد الرئيس نبيه بري تكرار المحاولة في اجتماع هيئة مكتب المجلس الاثنين المقبل؟
من جهة رئيس المجلس سيعاود الكرة من دون أن يعني ذلك أن الجلسة مضمونة. الملف الملتهب هو الملف النقدي الاقتصادي. ففي وقت تجاوز الدولار الأميركي عتبة السبعين الف ليرة، مازالت أزمة المصارف مع القضاء مستمرة. وفي سياق الأزمة الاقتصادية، طرأت خطوة جمركية لافتة لوزير المال، من شأنها أن تحدث بلبلة، حيث حدد وزير المالية استيفاء الرسوم الجمركية “كاش ” على المحروقات والسيارات الجديدة والمستعملة والخليوي، كاش بنسبة خمسة وسبعين في المئة وبموجب شيك خمسة وعشرون في المئة.