IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”LBCI” المسائية ليوم الثلثاء في 01/01/2019

يا ست الدنيا يا بيروت، حين يتعلق الأمر بأهلك وناسك من المواطنين العاديين، تكونين عروس العواصم، وحين يتعلق الأمر بالسياسيين تحتلين الشاشات والعناوين بأنك واجهة التلوث ومكبات النفايات واختناق السير وتفجر المجارير. بيروت، بحسب “ناشونال جيوغرافيك “، السابعة عالميا في احتفالات السنة الجديدة، بعد مدريد وباريس ولندن، وقبل طوكيو وسيدني.

ما جعل “ست الدنيا” تتربع على المنصة السابعة عالميا هي حيوية الشعب اللبناني الذي رغم المآسي والإحباطات والضائقة الإقتصادية، أراد أن يبرهن أنه أهل للحياة وأنه قادر أن يحتل عناوين حضارية، وليس فقط عناوين النفايات والمحارق والمجارير.

آلاف من المؤمنين بالبلد نزلوا إلى ساحة النجمة ليستقبلوا نجمة السنة الجديدة، في أسلوب حضاري لم تحصل فيه ضربة كف، ولم تعكره حادثة. أليست مفارقة أن هذا الشعب، حين يترك ليعبر عن حضارته، يكون على قدر المستوى، وحين يتسلم سياسيوه الدفة تقع الكارثة؟

ساحة النجمة أمس كانت في لوحة سوريالية، في هذه الساحة مبنى بارد حتى الصقيع، فيه مقاعد لمئة وثمانية وعشرين نائبا، ومقاعد لأعضاء الحكومة، مرت ثمانية أشهر على ولادة هذا المجلس، ولم يسجل له أي إنجاز نوعي، ربما بسبب عدم وجود حكومة كان يفترض فيها أن تقدم إلى المجلس موازنة العام 2019، لكن الحكومة لم تولد، ويقول رئيسها المكلف سعد الحريري، بعد زيارته رئيس الجمهورية عصر اليوم، أنه لا زالت هناك عقدة واحدة “يجب ان ننتهي منها”.

هذه الساحة ذاتها شهدت ليل أمس أروع مشهد في حب الحياة حاز إعجاب “ناشونال جيوغرافيك” وجعلها تضع بيروت السابعة عالميا، في جهد الفضل فيه يعود للناس لا للسياسيين.

إنتهت الإحتفالات، غدا أول يوم عمل في السنة الجديدة: تركة ثقيلة من مخلفات السنة الراحلة لعل أبرزها مجلدات الفساد.