قبل الاعلان عن الاتفاق السعودي الايراني بوساطة صينية يوم الجمعة الماضي بساعات قليلة، كشف رئيس الحكومة الاسرئيلية بنيامين نتنياهو أن بلاده مستعدة لتوجيه ضربة استباقية الى ايران، لحماية أمنها.
يوم اعلان الاتفاق، حملت المعارضة الاسرائيلية الحكومة الحالية مسؤولية الفشل في السياسة الخارجية، فيما أعلن رئيس الحكومة الاسبق يائير لابيد أن الاتفاق ضربة قاضية لجهود بناء تحالف إقليمي ضد إيران، التي بلغت بالنسبة لبعض الإسرائيليين حدود وجود الدولة بالذات.
اليوم، وبعد صمت ساعات، قررت تل ابيب رفع التعتيم الاعلامي عن حدث أمني خطير، فأعلنت أن قواتها قتلت شخصا تسلل من لبنان، ليفجر عبوة ناسفة في منطقة مجيدو قرب حيفا، ويعود ادراجه نحو الحدود اللبنانية حيث كمنت له قوة اسرائيلية.
اسرائيل تحقق في ضلوع حزب الله في العملية.
رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو قصر رحلته الى ألمانيا ليعود الى بلاده غدا.
رئيس أركانها أعلن قبل الكشف عن العملية أن على الجيش الاستعداد لحدث على جبهات عدة، من بينها ايران.
أما قائد منطقة الشمال ORI GOLDIN في الجيش فأبلغ القيادة الأمنية على الحدود مع لبنان، أن لا تعليمات خاصة أعطيت للبلدات المجاورة للحدود.
كل الكلام يأتي من الجهة الاسرائيلية، فماذا ستكشف تل أبيب أيضا في الساعات المقبلة؟
هل ستكشف هوية منفذ عملية مجيدو لا سيما وأنها تحتجز جثته؟
هل ستكشف كيف تسلل مسافة سبعين كيلومترا في أراضيها مع كل ما يحمل ذلك من فشل استخباراتي لقواتها؟
على الجهة اللبنانية، حزب الله صامت.
فهل سيترك الضابية الأمنية تلف العملية؟
وهل فعلا عرض لبنان وربما المنطقة بأكملها لخطر التفجير؟
اسرائيل قلقة، والمنطقة من حولها تشهد تغيرات جيوسياسية دراماتيكية، من العلاقات السعودية الايرانية، الى تطورات الملف السوري، وصولا الى المناورتين العسكريتين الضخمتين:
الاولى هي حزام الامن البحري، التي بدأت اليوم في بحر العرب، بمشاركة الصين، روسيا وايران.
والثانية، مناورة الرمال الحمراء المرتقبة على أراضي السعودية اعتبارا من منتصف هذا الشهر، وتضم الولايات المتحدة والمملكة.
عندما يكون العالم أمام تطورات من هذا الحجم، يمكن القول إن الحديث في الرئاسة اللبنانية سابق جدا لأوانه.