” ستايل ” جديد في الإضرابات. يستيقظ المواطن، يرتدي ثيابه، وعند بدء دوام العمل، يلازم منزله.لا يذهب إلى عمله.لا يقطع طرقا.
لا يحمل يافطات. لا يحرق دواليب.وعند انتهاء الدوام يكون قد نفذ الإضراب. يفتح شاشة التلفزة، ينتظر إذا كان مطلبه قد تحقق، وهو تشكيل الحكومة، ليكتشف ان المطلب لم يتحقق. يسقط في الإحباط.
ضاع يوم من عمره من دون عمل، ولم يحقق هدفه.أما الداعون إلى الإضراب، وفق ” ستايل ” جديد، فسيفتشون عن ” ستايل ” جديد لهدف قديم…
إنها العبثية اللبنانية: مع من الإضراب؟ لاأحد يعرف… ضد من الإضراب؟ لاأحد يعرف…
يطالبون بتشكيل حكومة جديدة: مطلب حق، ولكن من يعرقل تشكيل الحكومة؟ الداعون إلى الإضراب ربما يعرفون المعرقلين، فلماذا لا يضربون ضدهم؟ هل هو إضراب ضد مجهول؟ وإذا كان كذلك، فلماذا هو ضد مجهول فيما المعرقلون معروفون؟ في هذه الحال لماذا التستر عليهم؟ هل التعميم مفيد في هذه الحال؟
وحده الشعب هو المحق. والحق في التظاهر وفي الإحتجاج تكفله الشرائع والدساتير والقوانين والأنظمة المرعية الإجراء، ولكن مساء غد، وبعد نهار الإضراب “النيو ستايل”، ماذا سيقول المضربون للناس؟
التجارب في هذا البلد علمت ان هذه الأساليب غير موجعة وغير مؤثرة، وتجارب السنوات الثلاث الأخيرة أكبر برهان.
يبقى هامش لا بد من الإشارة إليه: إذا كانت الطريقة الجديدة في الإحتجاج هي ملازمة المنازل، فإن الكثير من موظفي القطاع العام هم في حال دائمة من الإحتجاج، خصوصا ان عددا كبيرا منهم يلازمون منازلهم ولا يقصدون مراكز أعمالهم إلا مرة في الشهر، وتحديدا آخر الشهر.
هؤلاء سيقومون غدا، ولمرة أولى وأخيرة، بعمل مفيد وهو التضامن مع زملاء لهم لتحقيق مطلب تأليف الحكومة.
للمضربين غدا: حبذا لو تضربون من أجل عناوين أكثر دقة، كمثل هدر مليارات الدولارات وفق ما سيرد في التقرير، عن بقايا معامل التكرير.
حكوميا، لا تقدم، واللقاء التشاوري على موقفه، وقد أوضح ان أحدا لم يتواصل معه مجددا، أما بالنسبة إلى الأسماء التي يطرحها، فأشار إلى أنها تسعة: اسماء النواب الستة، بالإضافة إلى الأسماءالثلاثة التي سبق ان اقترحها.