IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “LBCI” المسائية ليوم الإثنين في 24/04/2023

وحين يصدح “جينيريك” كاريكاتور بيار صادق في نهاية النشرة، يتسمر الجميع أمام شاشة ال LBCI، وكل واحد يسأل نفسه: “ماذا سيقول بيار صادق الليلة”؟ بيار صادق، هذه الريشة الفذة التي لم تبرها الأيام والسنوات، ولا كسرتها أعاصير الوصاية  والاحتلال والمنظومة، بقي يرسم حتى الرمق الأخير وحتى آخر قطرة حبر في ريشته. بيار صادق يصمت ويضحك، وبين الصمت والضحكة لا يتفوه بكلمة، لكأنه كان يحتفظ بكلامه ليسكبه في رسوماته، وحين “تطلع” الفكرة يبتسم لها وكأنها مولودته اليومية. كان يصل إلى مكتبه، لا بل محترفه، من دون أن “يطلع له حس”، ولا يعرف احد بوصوله إلا حين يبدأ تسجيل الكاريكاتور. استاذ بيار لن نقول لك سوى: نفتقدك. اعتدنا أن نقول: الصفحة الأخيرة مع بيار صادق، ولكن ولأننا اشتقنا. الصفحة الأولى مع بيار صادق. اعتدت أن تسأل عن آخر الأخبار، وأن تجمعها في جملة واحدة، لتستوحي منها مادة للكاريكاتور. ما أغذر الأخبار هذه الأيام، وكل خبر يستحق أن يكون هو الفكرة للكاريكاتور. لم يتغير عليك شيء سوى تبدل الأسماء أو معظمها، أما معظم الملفات فتكاد ان تكون هي إياها، ولا تحتاج هذه الملفات ومن هم وراءها سوى إلى لسعة من ريشتك التي شكلت مدرسة حيث تنتقد ولا تؤذي.

بيار صادق رائد الكاريكاتور التلفزيوني، التكريم الوحيد هو أن يبقى في الذاكرة وأن تبقى ريشته ترسم لتنتقد وتصحح وتغرف من أرشيفه الذي يصلح لكل يوم حاضرا ومستقبلا، فمع كل صورة نقول: كأن بيار رسمها اليوم.