عادت سوريا إلى الجامعة العربية، فمتى يعود النازحون السوريون إلى سوريا؟ قرار العودة، قرار كبير واستراتيجي، جاء إثر اجتماع استثنائي لوزراء الخارجية العرب في القاهرة، وحمل القرار الرقم 8914 الذي تحدث عن “استئناف مشاركة وفود حكومة الجمهورية العربية السورية في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية، وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها، اعتبارا من يوم 7 أيار 2023”.
كما تحدث القرار عن “تشكيل لجنة اتصال وزارية مكونة من الأردن، السعودية، العراق، لبنان، مصر والأمين العام، لمتابعة تنفيذ بيان عمان”. الملاحظ أن البيان والقرار لم يتطرقا إلى مسالة النازحين من سوريا إلى دول الجوار ولاسيما لبنان، كما لا إشارة إلى كيفية عودتهم.
سوريا رحبت بالقرار فقالت عبر خارجيتها: “تجدد سوريا العضو المؤسس لجامعة الدول العربية، موقفها المستمر بضرورة تعزيز العمل والتعاون العربي المشترك، أن المرحلة المقبلة تتطلب نهجا عربيا فاعلا وبناء يستند على قاعدة الحوار والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة للأمة العربية”.
هكذا، ملف النازحين محط عدم تركيز، إلى حد التجاهل، سواء في بيان الجامعة العربية أو في بيان الخارجية السورية، فهل هذا يأتي من ضمن إبقاء لبنان بعيدا عن دائرة الاهتمام؟ وما هي مسؤولية المسؤولين اللبنانيين في هذا الإطار؟ هذا الهاجس ركز عليه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي سأل: “هل وراء الموقف الدولي نية توطينهم في لبنان؟ وهل أنهم لا يحبذون عودتهم إلى سوريا خوفا من الهجرة إلى بلدانهم؟ فكيف للبنان الرازح تحت أثقاله أن يحمل إضافة مليونين وثمانين ألف نازح سوري وثلاثمئة ألف لاجئ فلسطيني؟ فنقول للمجتمع الدولي قدموا مساعداتكم للنازحين السوريين على أرض سوريا وطنهم لكي يواصلوا تاريخهم ويعززوا ثقافتهم ويحموا حضارتهم. فافصل أيها المجتمع الدولي بين الوجه السياسي والوجه الإنساني – الوطني بعودة النازحين إلى بلادهم”.
يأتي قرار الجامعة العربية بعد أيام على زيارة الرئيس الايراني لسوريا وتوقيع الاتفاقات معها. وبين إيران والجامعة العربية، كيف ستتمكن دمشق من التوفيق بين الحضن العربي والحضن الايراني؟ هل تعول على التقارب السعودي الايراني؟
وسط كل هذا الحراك، أين لبنان وملفاته الساخنة؟ من الرئاسة إلى عبء النازحين؟ هل يكون مجددا في اسفل سلم الأولويات إلى حين البت باستحقاقات المنطقة؟ هل تتحمل الدولة مسؤوليتها قبل أن تطلب من الآخرين أن يتحملوا مسؤوليتهم؟
رئاسيا، موقف لافت لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، من ملف الاستحقاق الرئاسي، بعد لقائه الرئيس نبيه بري في عين التينة، قال فيه: “لا أستطيع أن اتخذ موقفا دون استشارة تيمور جنبلاط لأنه رئيس اللقاء الديمقراطي”.