لم يفهم أهل المصور سمير كساب، المفقود في سوريا، ولا رفاقه ولا أصدقاؤه ولا المصورون زملاؤه، لماذا امتنع رئيس الحكومة، بواسطة وزير الخارجية، عن التصويت على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بإنشاء مؤسسة من أجل جلاء مصير المفقودين في سوريا على مدى 12 عاما.
إنها الجمعية العامة وليست مجلس الأمن الدولي، يعني أنها أعلى مؤسسة أممية على سطح الكرة الأرضية، وهي التي قررت انشاء مؤسسة لجلاء مصير المفقودين في سوريا، ومن بينهم سمير كساب وآخرون. فظيعة السلطة اللبنانية! تفتقت عبقريتها الديبلوماسية عن اعتبار أن تصويتا خلافيا يزيد المشاكل ولا يحل قضية المفقودين اللبنانيين. هل تتبرع السلطة التنفيذية والديبلوماسية اللبنانية بشرح هذه الجملة غير المفيدة لأهل سمير كساب ولعموم الشعب اللبناني؟ ماذا لو كان المفقود في سوريا من عائلة بو حبيب وقريبا منه، فهل كان الوزير بو حبيب يمتنع عن التصويت لأنشاء المؤسسة؟ وبالتالي، هل تتفضل الديبلوماسية اللبنانية وتشرح ماذا تقصد بالتصويت الخلافي؟ فإذا لم يكن التصويت خلافيا، فهل من لزوم له؟ هل تريد الديبلوماسية اللبنانية أن يكون التصويت بالإجماع لتوافق عليه؟
قرار الديبلوماسية اللبنانية لا يثير العجب ولا يفاجئ ، فهو نقطة في بحر سلطة لا تقيم وزنا للبناني الموجود ، فكيف تقيم وزنا للبناني المفقود ، ولعلم السلطة، فإن كل التبريرات التي أعطيت لن تقنع أحدا ، لأن كل لبنان يعلم أن هذه السلطة مرتهنة، ومن لا يملك قراره لا يعتد بما يتخذ من قرارات .