بمنطق الحسابات، لا شيء يفترض ان يعلو على عداد التنقيب عن الغاز في بلوك 9 والذي انطلق في الرابع والعشرين من آب، ويفترض ان يمتد لحوالى سبعين يوما، اي حتى الاول من تشرين الثاني المقبل، ليتبين اذا كان لبنان بلدا نفطيا ام لا. الايام السبعون هذه، تشبه فترة السماح التي يفترض باللبنانيين التحرك خلالها بسرعة نحو الاصلاحات المطلوبة والانتخابات الرئاسية، اما كل ما نشهده من اهتمام اقليمي ودولي اليوم، فمرتبط بالتنقيب ونتائجه وبالاصلاحات. اصلاحات يحملها حاكم مصرف لبنان بالانابة وسيم منصوري الى السعودية حيث يشارك والمدير العام لوزارة الاقتصاد محمد ابو حيدر في المؤتمر المصرفي العربي تحت عنوان الافاق الاقتصادية العربية في ظل التغيرات الدولية. فماذا سيقول منصوري عن الافاق اللبنانية، وعن الاصلاحات وصندوق النقد الدولي، وكيف ان سياسة مصالح السياسيين الضيقة وحدها هي ما يعرقلها اليوم؟ وهل سيقنع نظراءه بأن الاستثمار في لبنان مربح وهو كذلك، لان القطاع الخاص واعد، وماذا سيقول ابو حيدر عن الاقتصاد، والتضخم والقطاع المصرفي المتعب وتاثيره على النمو؟ والاهم، ماذا سيقول صناع القرار المالي والاقتصادي والسياسي والثقافي العربي لنا؟ هم يضعون استراتيجيات محورها السلام وتصفير المشاكل والازدهار والقانون وحماية المجتمع والرفاهية، مبنية على تقبل الاخر والتسامح، وعندنا من يصر على ضرب القوانين، والعودة الى الانغلاق والكراهية، تارة تحت شعار الدين، وطورا العادات والتقاليد. ولهؤلاء نقول: عندما كان من حولنا غارق في عتمة الصراعات الثقافية والدينية والايدولوجية، كان لبنان واحة لكل مضطهد، ولكل “مجنون” عاشق للشعر والنثر والمسرح والسينما والنقد والاهم الحرية، وهو باق. فأوقفوا المعارك الوهمية، وخوضوا معركة التحاق لبنان بالتطور من حولنا، تعلموا ثقافة التسامح وتقبل الآخر مهما كان الآخر، والا فعلينا وعلى حريتنا وعاداتنا وتقاليدنا السلام.