هدئ من روعك السيد وزير الثقافة.
للتذكير، عل الذكرى تنفع المؤمنين.
أنت وزير في حكومة نالت الثقة من مجلس نيابي انتخبه الشعب، ولست “رئيس تشخيص مصلحة النظام”، كما هي الحال في إيران ، ولا “مطاوعا، كما كانت الحال في السعودية، والذي يقتصر دورهم اليوم على أن يكونوا حراسا على المساجد والجوامع، ولا رئيس شرطة الآداب في وزارة “الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” كما هي الحال اليوم في افغانستان تحت حكم طالبان. أنت وزير تتقاضى راتبك من أموال المكلفين أي من أموال الشعب، لتطبق القوانين المرعية الإجراء خصوصا أنك قاض يفترض فيه ان يحكم بالعدل وبموجب القوانين.
هدئ من روعك السيد وزير الثقافة.
فعلتها مرة حين ضربت على طاولة مجلس الوزراء، متوعدا ب ” قبع ” المحقق العدلي في قضية تفجير المرفأ، القاضي طارق البيطار. إن لغة “القبع” التي استخدمتها في مجلس الوزراء، لا تليق بمقامك وزيرا أو قاضيا.
هدئ من روعك السيد الوزير، بيننا القانون فاحتكم إليه، أما أن القانون لا يعجبك، فاعمل على تعديله، لا على تطبيق ما هو غير موجود فتحاول “تطبيقه” بالتهويل والتخويف.
السيد الوزير، تتلطى خلف بكركي والمطرانين عبد الساتر والعنداري، بداية لا تستطيع ان تزايد علينا في حرصنا على المراجع الدينية والمقامات الدينية من بكركي ودار الفتوى والمجلس الاسلامي الشيعي الاعلى ومشيخة العقل.
بالتوازي، نحن حريصون على الدستور وعلى القوانين المرعية الإجراء، لا نستخدمها لنتطلى خلفها وغب الطلب، لا تستطيع ان تأخذ من بكركي ما يناسبك وتهمل ما لا يناسبك، نادت بكركي بالحياد، فلماذا لم تأخذوا بالحياد؟ موقف بكركي ليس MENU A LA CARTE تختارون منه ما يناسبكم.
السيد الوزير، مشكلتك مع القانون اللبناني وليست معنا، عالج مشكلتك ثم توجه إلينا .
وأدهى ما لفتنا في بيانك السيد الوزير قولك ” إن اهتمامكم الطارئ المفاجئ بالثقافة أمر حميد”، هذه سقطة لم نكن نتمنى أن تقع فيها : هل في ذاكرة وزارة الثقافة التي أنت على رأسها اليوم، ما قدمته شاشتنا منذ ثمانية وثلاثين عاما، وعلى سبيل المثال لا الحصر “لبنان الدايم” بصوت وصورة المؤرخ اللبناني، رئيس الجامعة اللبنانية، التي انت تلميذها، الدكتور فؤاد افرام البستاني؟ هل أتاح لك وقتك أن تتابع أيضا البرامج الثقافية على هذه الشاشة: من نقطة عل الحرف إلى جذور لبنان إلى وجوه من بلادي إلى كبارنا إلى نادي النوادي؟ إلى استديو الفن الذي كان فيه حيز كبير من الثقافة والتراث والشعر؟ هل تابعت يوما برنامج “المميزون” الذي كان ثقافيا بامتياز؟ هذا غيض من فيض البرامج التي زينت شاشتنا ثقافة ، ولا يتسع المجال هنا لذكرها كلها، وما فعلته هذه الشاشة أكبر بكثير بكثير من إنجازاتك الثقافية، إذا وجدت، في وزارة الثقافة، إلا إذا اعتبرت أن الإطلالات الإعلامية إنجازات ثقافية.
السيد الوزير، البادي أظلم، فرق كبير بين شاشة تشع وبين وزير يريد ان يعيدنا إلى عهد الظلامية.