ماذا يمكن القول لأم فقدت كل شيء؟
ولمثلها من آلاف المغاربة؟ ماذا يمكن القول لآلاف غيرهم يبحثون بين الانقاض عن جد أو جدة، أو أم أو أب، أخت أو أخ، ابنة أو ابن، أو قريب حبيب؟
انها مأساة المغرب اليوم، بعد زلزلال مدمر، بلغت قوته 6 درجات فاصل ثمانية على مقياس ريختر، ضرب مدنا في اقليم (الحوز) في جنوب غربي مراكش، وزلزل الارض تحت اقدام سكان بلدات نائية يصعب الوصول اليها، على الرغم من بدء عمليات الانقاذ.
زلزال اليوم هو الاعنف منذ قرن.
ضحاياه لم يتضح عددهم بعد، كذلك لم يتضح عدد المصابين. لكن ما حدث اليوم، اعاد للمغاربة والعالم ذكريات تاريخ مأساوي.
فالمغرب شهد زلازل مدمرة منذ القرن الثامن الميلادي، وهو يقع في نقطة مفصلية، حيث التداخلات والتصادمات الناجمة من تقارب الصفيحتين الأفريقية والأورو – آسيوية.
أما في عصرنا الحديث, فهزت البلاد زلازل عدة، كان اعنفها الزلزال الذي ضرب اغادير قرابة منتصف ليل 29 شباط عام 1960، فحول المدينة الى ركام واسقط 15 الف ضحية، و12 الف مصاب، وبلغت خسائره 290 مليون دولار.
مأساة المغرب ذكرت العالم بكارثة الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا في السادس من شباط الفائت، واسقط اكثر من خمسين الف قتيل، وجعلت اللبنانيين يقولون: “صلواتنا معكم يا أهلنا المغاربة اولا، والوقت حان ثانيا لندعمكم بما تيسر وبقي لنا، فأنتم عندما زلزل انفجار الرابع من آب بيروتنا، صليتم معنا ودعمتوننا، واليوم حان وقت رد التحية”.