المثل القائل: “أضئ شمعة بدلا من أن تلعن الظلام”، أصبح: “أطفئ حريقا بدلا من ان تلعن الكوارث”.
في زمن التغير المناخي والاحتباس الحراري، لم يعد التحذير من الحرائق موسميا او ترفا، بل أصبح واجبا… وأكثر من ذلك يفترض ان يدخل في يومياتنا وثقافتنا وتربية أولادنا في المنازل، وفي مناهجنا المدرسية.
النار والماء عنصران أساسيان في حياتنا، لكن ما يجري أصبح مناقضا: النار تتمدد والماء ينحسر. لم تعد الحرائق في لبنان موسمية، بل اصبحت على مدار السنة بفعل الإرتفاع المضطرد للحرارة، المسببة مزيدا من احتمال نشوب الحرائق.
المعضلة ليست في لبنان وحسب، بل في كثير من دول العالم. نتذكر ولا شك حرائق اليونان وتركيا والحرائق في الولايات المتحدة الأميركية، ولاسيما في ولاية كاليفورنيا، تلك الدول لديها من الإمكانات ما يجعلها تواجه ما يلحق بها من حرائق. لبنان على العكس من ذلك، لا شيء متوافرا لديه سوى الحرائق والمزيد منها، أما مكافحتها، فالعين بصيرة واليد قصيرة:
حرائق أحراج، حرائق نفايات، حرائق دواليب، حرائق من جراء الإهمال كمستودعات المازوت والبنزين ومولدات الكهرباء… كل أنواع الحرائق موجودة لدينا، وليس لدينا ما نكافح به:
ولكن لنبدأ من مكان ما، ومن خطوات متواضعة: لا رمي لأعقاب السجائر في أمكنة يحتمل أن تسبب حريقا.
الإقلاع عن (الباربكيو) في الأحراج من دون اتخاذ الإجراءات الضرورية للسلامة العامة. التوقف عن حرق النفايات تحت أي سبب، والإبلاغ عمن يقوم بهذا الفعل المشين. الإقلاع عن عادة إحراق الدواليب. والأهم من كل ذلك، الحرائق المفتعلة من أجل جني الحطب من بعدها.
كل ما سبق ذكره يمكن القيام به من دون أي تكلفة، وهذا هو المهم بالنسبة إلى المواطن، فهل، ولمرة واحدة، نقرن القول بالفعل؟” (حريق بالناقص يؤدي إلى بيئة نظيفة بالزايد) وإلى العودة بالوطن إلى ما كان يقال عنه: “لبنان يا أخضر حلو”.