في اليوم الثالث على حرب حماس على إسرائيل، تثبتت الحقائق التالية:
حماس بعد 7 تشرين الاول 2023، ليست كما حماس قبل ذلك التاريخ.
إسرائيل بعد 7 تشرين الاول 2023، ليست كما اسرائيل قبل ذلك التاريخ.
حماس، كفصيل فلسطيني، أثبتت أن العمل من داخل فلسطين هو أفعل من العمل خارج فلسطين، بدليل انها انتقلت من مرحلة الدفاع الى مرحلة الهجوم، دخلت في العمق الاسرائيلي، ومن يدري؟ فقد تتقدم مجموعات لتصل غزة بالضفة، ولمن يعتقد أن هذا التوقع من باب الخيال، ألم يكن ما حدث فجر السبت 7 تشرين من باب الخيال؟
إسرائيل تلقت صفعة وجودية هزت كيانها، فأسطورة الجيش الذي لا يقهر، سقطت وثبت أنه يقهر، وحتى مع كل التعاطف الاميركي مع الدولة العبرية، فإن هذا التعاطف لا يحرر أسيرا من الاسرى الاسرائيليين والذين يعدون بالمئات، وإذا كان الاسطول السادس جاء من اجل ايران وليس من أجل غزة، فأميركا نفسها تستخدم سياسة العصا والجزرة مع ايران، فمنذ شهر قدمت جزرة بقيمة ستة مليارات دولار واليوم تستخدم العصا، علما ان اميركا تعرف ان ايران لديها اكثر من ورقة تستطيع تحريكها، من العراق الى سوريا الى لبنان الى غزة.
ورقة الجائزة الكبرى في يد حماس: الأسرى، وقد سقط منهم اربعة اليوم نتيجة القصف الاسرائيلي الذي استهدف غزة، لكن هذه الورقة لديها شركاء فيها، فمن هم هؤلاء الشركاء؟ واذا كان التفاوض سيتم مع حماس، فأين دور السلطة الفلسطينية؟ واي دور للفصائل الفلسطينية في سوريا، الاردن ولبنان.
لبنان الذي دخل خط النار اليوم، عبر تسلل مجموعة من سرايا القدس، التابعة للجهاد الاسلامي عبر الحدود اللبنانية الى الداخل الاسرائيلي حيث نفذت عملية أدت الى اصابة 7 جنود اسرائيليين بجروح حسب بيان السرايا، في وقت اعلن الجيش الاسرائيلي الذي رفع جهوزيته في المنطقة الى اقصى الدرجات انه قتل عددا من المسلحين.
عملية رد عليها الجيش الاسرائيلي بقصف عدد من القرى في القطاع الغربي ومواقع لحزب الله حيث سقط شهيد للحزب الذي اكد ان رده حتمي وفق قواعد الردع المعروفة التي اعلنها أمينه العام السيد حسن نصر الله.
ملف “طوفان القدس” اصبح في غاية التعقيد، ومن المبكر جدا توقع مساره، لكن ما هو مؤكد ان قطاع غزة وهو المنطقة الاكثر فقرا في العالم، والاكثر كثافة سكانية، استطاع هز دولة وجيش من اقوى جيوش العالم.
فكيف سينتهي هذا الملف؟ وهل دخلت المنطقة في سيناريوهات حرب قد تتوسع وتطول ام ان اي تفاوض حقيقي، قد ينزع فتيل الانفجار؟.