قد لا يصح جلد الذات وتنغيص فرحة الناس بالأعياد، ولكن ما حصل في الساعات الماضية لا يمكن السكوت عنه. اليوم نهر بيروت، بالأمس نهر الغدير، وقبله نفق المطار، وبين كل هؤلاء الاوتوستراد بين الضبيه ونفق نهر الكلب. تتعدد الطوفانات والنتيجة واحدة: نكون في السياحة فنصبح في السباحة. هذا ما حصل مع المواطنين في الطريق المحاذية لنهر بيروت وعلى أوتوستراد الضبية وغيرها: إذا كان السبب التغير المناخي ، فلماذا لم يحتط من يجب ان يحتاطوا لهذا التغير؟ إذا كانت مخالفات البناء والنفايات؟ فلماذا لم يقم من يجب أن يقوم بدوره؟ فقط نطالب المعنيين برفع تقارير لتحديد المسؤوليات؟ ما هذه النكتة السمجة؟ ألم تعرفوا إلى اليوم من هم المسؤولون؟
رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تفقد أعمال المعالجة، الرئيس ميقاتي نفسه قام بالجولة ذاتها منذ ربع قرن حين كان وزيرا للأشغال. بذاكرته المعروفة، ألم يتذكر أن ما شاهده منذ خمسة وعشرين عاما شاهده اليوم؟ آنذاك كنا خارجين من الحرب وفي عز الإعمار وانجاز البنى التحتية، مضى ربع قرن وما زلنا مكاننا، لا بل إن الأمور من سيئ إلى أسوأ، ما العمل؟ الناس ينتظرون معاقبة من يجب أن يعاقبوا، وفي الانتظار، كل منا يجب أن يضيئ شمعة بدل أن يلعن الظلام. أنسوا الدولة، إنها غير موجودة، يا أهل بيروت وكل لبنان، بادروا إلى المعالجة علكم يوما تصبحون بدل المسؤولين الحاليين الذي لا يتذكر منهم الناس سوى الاهمال.