أغلقت سنة ٢٠٢٣ صفحاتها تباعاً، تاركة للعام 2024 الصفحة الأصعب، وهي الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة.
حرب تقول كل المعلومات إنها قد تمتد على الأقل لستة أشهر، حسبما أوردت وكالة رويترز اليوم.
فالحرب الحالية لا يمكن أن تستمر من دون حدود زمنية، أولاً لأن حجم الكارثة على الفلسطينيين لم يعد يقتصر على ما يقارب الـ 22 ألف شهيد، إنما بات يقترب من كارثة إنسانية نتيجة الحصار الشديد الذي تفرضه إسرائيل، والذي جعل الفلسطينيين يقتربون من حد المجاعة.
ثانياً، لأن إسرائيل لم تتمكن بعد من تحقيق إنجازات حقيقية في القضاء على حركة حماس من جهة، وحل ملف أسراها لدى الحركة من جهة ثانية.
أما الأهم، فهو إقتراب الولايات المتحدة من إستحقاق الانتخابات الرئاسية المقررة في تشرين الثاني من ألعام ٢٠٢٤، مع ما يفرضه ذلك من ضرورة تحقيق إدارة الرئيس الاميركي جو بايدن إنتصاراً ما، يمهد الطريق لعودة الديموقراطيين الى البيت الأبيض.
وسط كل هذه الأجواء الملبدة، ماذا عن لبنان ومستقبله وإنتخاباته الرئاسية، وماذا عن حدوده مع إسرائيل، التي تشهد مواجهات يومية يمكن وصفها بحرب الإستنزاف.
مع دخولنا العام الجديد، لا أحد يمكنه أن يعطي أجوبة دقيقة على أسئلة كثيرة، إلا أن ما يمكن تأكيده، أن إرادة اللبنانيين بالصمود، كل على طريقته، أثبتت مرة جديدة قدرتنا، على الأقل كأفراد، على بناء مجتمع يعيد إحياء دولة قابلة للحياة ، تماماً كما أحيا العالم كله إحتفالات رأس السنة على رغم وجع غزة.