هل نحن في بلد؟، أم في مجسم هوليودي؟، أم على خشبة مسرح؟.
بالتأكيد لسنا في واحد من هذه الثلاث: فنحن لسنا في بلد، لأن البلد له مقوماته. ولسنا في فيلم هوليودي لأن هذا النوع من الأفلام يستلزم سيناريو جيدا وممثلين محترفين، وفي لبنان لا نص جيد ولا سياسيين محترفين بل هواة يتعلمون بالناس. وبالتأكيد لسنا على خشبة مسرح، لأن المسرح فن نبيل، وأين السياسة اللبنانية من النبل؟.
نحن في فوضى عارمة وفي يوميات عبثية. نحن ننام على خبر توقيف “إمبراطور المولدات”، ونصحو على خبر توقيف “رجل المولدات الأول”. وكأننا أمام عناوين أفلام في دور السينما، لكنها ليست أفلام بل حياة واقعية. ولمن لا يعرف: “إمبراطور المولدات” هو جوزيف بشعلاني الذي يملك ثلاثمئة مولد، و”رجل المولدات الأول” هو داني أوديشو. إنها الأسماء الحركية لأبطال المافيا، ولكن من هم الأبطال الآخرون الذين بدأ الملف يوردهم في أوراقه، من متنفذين يستغلون سلطتهم؟.
وفي الفوضى العارمة، طرح لغز جديد: من أضاء طريق ضهر البيدر؟، وما هي حقيقة الصراع بين “نخوة” النائب ميشال ضاهر واستفاقة المتعهد نجيب ماروني؟.
إلى هستيريا التشكيل، فعلى رغم الدخول في الشهر التاسع على التكليف، فإن بورصة التقدم أو التراجع تترجح صعودا ونزولا. أما الحديث عن أسبوع حاسم، فكم من مرة استعمل فيها مصطلح “أسبوع حاسم”. لقد مر حتى الآن إثنان وثلاثون أسبوعا على التكليف وفي كل أسبوع نسمع “أسبوع حاسم”.
الملف الحكومي ينتظر معطيين: الأول ما سيقوله الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله في إطلالته هذا المساء، والثاني ما سينتج عن اللقاء بين الرئيس الحريري والوزير باسيل في باريس.
ولكي يكتمل المشهد، وفي غياب أو تغييب الجمهورية، تطل “جمهورية فنيدق”: رئيس البلدية والمجلس البلدي اتخذوا قرارا يقول: “يمنع منعا باتا التعاطي وبيع المشروبات الروحية في المطاعم والملاهي تحت طائلة إقفالها”، وقد عللوا القرار بأنه جاء بعد “تفشي ظاهرة شرب الخمور في مطاعم وساحات منطقة القموعة”.
وللتذكير فإن القموعة هي إحدى أروع المناطق السياحية الطبيعية في عكار، وعليه فإن قرار البلدية هو برسم وزيري الداخلية والسياحة والمحافظ والقائمقام، فماذا يحضر للشمال في وقت يعم الإنفتاح أكثر الأماكن تشددا في العالم؟.