ما قبل عملية النصيرات ليس كما بعدها… فإسرائيل الرسمية، التي لم تحقق أهدافها من حرب طوفان الأقصى، وعلى رأسها إطلاق الأسرى، إنتزعت ما أسمته نصراً كانت تحتاج اليه، ولو على دماء مئتين وسبعين فلسطينياً، لتقول للعالم ولمعارضي الداخل، إنها كانت محقة عندما تمسكت بالقتال سبيلاً وحيداً لتحرير أسراها والقضاء على حركة حماس.
المهم في هذا الادعاء أمران: الأول أن تل أبيب ستتعامل مع الحرب، وكأنها بدأت اليوم. والثاني أنها تخوضها بمساعدة أميركية مفتوحة. فواشنطن، أعلنت أنها دعمت إسرائيل لتحديد موقع الرهائن الأربعة الذين أطلقوا، من دون أن يشارك جنودها في العملية. والأهم أنها طالبت حماس بقبول صفقة الأسرى فوراً، فيُعلَن وقف النار غداً أو حتى اليوم، بحسب ما قال جاك سلوليفان، مستشار الأمن القومي لدى البيت الابيض.
كلام سوليفان يُقرأ ما بين سطوره التالي: إما تُقبل حماس بما أعلنه الرئيس الأميركي جو بايدن من طرح ينجح صفقة الأسرى، ويعيد للفلسطينيين أياما أفضل بحسب تعبير سوليفان، وإما من ساعد إسرائيل على تحديد موقع أربعة أسرى، قادر على مساعدتها بالوصول الى آخرين، وتالياً، إبقاء الحرب مفتوحة حتى تحرير كل الرهائن والقضاء على حماس.
تحت هذا المستوى من الضغوط، سيحاول وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن مجدداً إنجاح صفقة الأسرى ومنع توسع الحرب، وهو يصل إلى إسرائيل والمنطقة في الساعات المقبلة.
أما لبنان، المعني مباشرة بتوسع الحرب من خلال حرب الاستنزاف التي يخوضها حزب الله على الحدود، فضائع في عجقة المبادرات التي لا يبدو حتى الآن أنها قادرة على فتح أي ثغرة في حائط الرئاسة الأولى، هذا فيما دعا المرشح الرئاسي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى جلسة انتخابية يواجه فيها رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع.