المنطقة تعيش على خمسة مواقيت، على الأقل، : توقيت أميركي، توقيت سوري، توقيت تركي، توقيت إيراني وتوقيت اسرائيلي. المعضلة اللبنانية أن الساعة اللبنانية تحاول أن تضبط على كل هذه المواقيت في آن واحد، وهذا صعب جدا في السياسة، فما يناسب الأميركي لا يناسب الإيراني، وما يناسب الإيراني لا يناسب الاسرائيلي، وما يناسب التركي لا يناسب السوري، واللبناني عالق بين كل هذه الألغام المزروعة امامه.
الحدث اليوم ميداني من سوريا، مدن ومناطق تتدحرج كأحجار الدومينو وتسقط في ايدي المعارضة، الجديد اليوم الدخول إلى مدينة حماة، كما أعلن قائد هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني. في المقابل أعلنت وزارة الدفاع السورية أن الوحدات العسكرية المتمركزة داخل المدينة أعادت الانتشار والتموضع خارج المدينة.
التطور الميداني السوري هو الأخطر والأكبر منذ استعادة حلب على يد النظام عام 2016، ثم سقوطها مجددا، والسؤال هنا: إلى أين ستواصل الفصائل المعارضة التقدم؟ وهل حجز الجولاني مقعده على طاولة المفاوضات؟ وكيف سيكون ذلك في ظل تصنيفه من الولايات المتحدة الأميركية على قائمة الإرهابيين؟ ماذا عن النظام؟ ماذا عن الصمت الروسي؟ ماذا عن حزب الله في سوريا ؟ وماذا عن إيران؟
ما بعد السابع والعشرين من تشرين الثاني الفائت، ليس كما قبله، في سوريا.
التطورات الهائلة هناك، جعلت الملف اللبناني ينزل إلى الدرجة الثانية في بورصة الانشغالات، لكنه بقي في دائرة الأهتمام مع اكتمال عقد “جنرالات لجنة المراقبة” ليبقى فقط العضو الاسرائيلي.
في سياق الملف اللبناني، إطلالة للأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، أعلن فيها أن اتفاق وقف النار يشمل جنوب الليطاني، على أن تحل المسألة شمال النهر داخليا بين الحزب والدولة والجيش.