فطر سعيد.
منذ خمسة أيام، وتحديدا في الحادي عشر من هذا الشهر، غرد النائب السابق وليد جنبلاط من النروج، فكتب: “في الوقت الحاضر وبما ان هناك بعضا من الوقت الضائع وبعيدا عن الخلطة الوزارية فلقد قررت قضاء بعض الوقت في رحاب شمال اوروبا”، هذه التغريدة جعلت الجميع يضعون أيديهم في مياه باردة على خلفية أن عطلة عيد الفطر ستمر بأقل منسوب من السياسة والتوتر، فالنائب جنبلاط استشعر عدم سرعة في التأليف، والرئيس المكلف كان يستعد للسفر إلى موسكو لحضور افتتاح المونديال. في المقابل كانت الحماوة تتركز على موضوع النازحين والتباين بين الموقف اللبناني، من الرئيس عون إلى الوزير جنبلاط، وموقف المفوضية العليا لشؤون اللاجئين الذي يلقى تفهما من بعض الداخل.
عند هذا الحد ملأ جنبلاط ما سماه الوقت الضائع بصاروخ سياسي عابر للقارات، إنطلق من إحدى مناطق النروج ليصيب قصر بعبدا. جنبلاط انتقد المطالبات بعودة النازحين إلى سوريا فغرد كاتبا: “يطالبون بتسليمهم إلى الجلاد بحجة تحميلهم سوء الأحوال، ومصيبتنا في عهد فاشل من أول لحظة…”.
أحدث هذا الصاروخ السياسي دويا هائلا، وردات فعل من معظم نواب كتلة “لبنان القوي” ومن وزراء الرئيس والتيار في حكومة تصريف الأعمال. ما استدعى ردا من نواب “اللقاء الديموقراطي” على نواب التكتل، ولعل أبرزها ما جاء على لسان النائب زياد أسود الذي خاطب جنبلاط قائلا: “هذا العهد يلملم ما تبقى من شرف فقد على أياديكم”.
وتباعا ارتفعت وتيرة الهجاء المتبادل إلى درجة أن النائب وائل أبو فاعور استخدم مصطلحات تستعمل في وصف أصوات الخنازير وأصوات الببغاء، فقال: “ما بين الصئي منكم والأشخوب”، أي ما بين صوت الخنزير وصوت الببغاء، قدركم يا جوقة القاق، أي أصوات النعام، أن تبقى رؤوسكم تحت الرمل.
إذا كانت حفلة الهجاء هذه شرارتها تغريدة، فإن خلفيتها على ما يبدو هي معركة الاستيزار: جنبلاط يريد الحصة الوزارية الدرزية، أي ثلاثة وزارء، كاملة، فيما العهد يريد إسناد حقيبة للنائب طلال ارسلان… تبادل الهجاء اليوم يعمق الشرخ ولا يضيقه.